288

** البحث الخامس : في امتناع قيام العرض الواحد بمحلين (1)

اختلف الناس في ذلك ، فذهب أكثر المحصلين من الحكماء والمتكلمين إلى امتناعه ، وذهب قوم من الفريقين إلى جوازه ووقوعه كأبي هاشم ومتابعيه من المتكلمين ، فإنه قال بقيام التأليف (2) بمحلين ، ومنع من قيامه بأكثر من محلين. وكجماعة من قدماء الأوائل (3) ذهبوا إلى أن الإضافات قائمة بكلا المضافين.

احتج الأولون بوجهين (4):

** الوجه الأول :

، لجاز أن يكون الحاصل في ذلك المكان هو الحاصل في هذا المكان ، فيكون الجسم الواحد حاصلا في المكانين.

اعترض عليه أفضل المحققين : بأنه قياس (5) العرض على الجسم الممتنع كونه في مكانين. ولو صح ذلك لقيل : يمتنع اجتماع عرضين في محل واحد قياسا على امتناع اجتماع الجسمين في مكان واحد ، لكن اجتماع الأعراض الكثيرة في محل واحد كالسواد والحركة والتأليف والحياة ثابت عند جميع العقلاء.

وفيه نظر ؛ فإنه لم يستعمل القياس الظني هنا ، بل ذكر ملازمة بين تجويز

Shafi 295