130

العدم ثبوت ، فالمؤثرية أمر ثبوتي. ولأن الشيء لم يكن مؤثرا ، ثم يصير مؤثرا ، فيحصل له وصف المؤثرية ، بعد أن لم يكن ، فهي صفة ثبوتية ، وإلا لجاز فيما إذا لم تكن الذات عالمة ثم تصير عالمة أن لا يكون العلم أمرا وجوديا ، وهو باطل قطعا. وإذا بطل كون المؤثرية صفة ثبوتية ، وكونها صفة عدمية امتنع تحققها.

** الوجه الثالث :

المؤثر إما أن يؤثر حال وجود الأثر ، أو حال عدمه ، والقسمان باطلان ، فالقول بالتأثير باطل.

أما الحصر ، فظاهر ، إذ لا حال ثالثة للأثر.

وأما بطلان الأول ، فلاستلزامه تحصيل الحاصل.

وأما بطلان الثاني ، فلأن حالة العدم لا أثر ، فلا (1) تأثير ، لأن التأثير إن كان هو حصول الأثر عن المؤثر ، فحيث لا أثر فلا (2) تأثير ، فإن المؤثر ما يكون له أثر ، والعدم نفي محض ، وإن كان مغايرا (3) لزم التسلسل. ولأن الأثر حال عدمه ، يكون مستغنيا عن المؤثر ، فإنها حالة البقاء على العدم الأصلي ، والعدم الأصلي (4) يمتنع استناده إلى مؤثر الوجود والإيجاد.

** الوجه الرابع :

لو تحققت المؤثرية ، لكان المؤثر إما أن يؤثر في ماهية الأثر (5)، أو في وجوده ، أو في اتصاف ماهيته بوجوده ، والكل باطل ، فالقول بالتأثير باطل.

Shafi 133