تحذير الرسول ﷺ أمته من أن تغتر بما مع الدجال من أسباب القوة والفتنة
وروى مسلم من حديث مسلم بن المنكدر قال: رأيت جابر عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّ ابْنَ صَيَّادٍ هو الدجال، فقلت: تحلف بالله؟ فقال: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ١.
وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَقِيَ ابْنَ صَيَّادٍ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ قَوْلًا أَغْضَبَهُ فَانْتَفَخَ حَتَّى مَلَأَ السِّكَّةَ، وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّ ابْنَ صَيَّادٍ نَخَرَ كَأَشَدِّ نَخِيرِ حِمَارٍ يَكُونُ، وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ ضَرَبَهُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عَصَاهُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أخته أم المؤمنين حفصة فقالت: مَا أَرَدْتَ مِنَ ابْنِ صَيَّادٍ أَمَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال:
"إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ غَضْبَةٍ يغضبها"؟.
ليس ابن صياد هو الدجال الأكبر وإنما هو أحد الدجالة الكبار الكثار
قال بعض العلماء: إن ابْنُ صَيَّادٍ كَانَ بَعْضُ الصِّحَابَةِ يَظُنُّهُ الدَّجَّالَ، وهو ليس به إنما كان رجلًا صَغِيرًا.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ صَحِبَ أبا سعيد فيما بين مكة والمدينة، وأنه تبرم إليه بما يقول النَّاسُ فِيهِ إِنَّهُ الدَّجَّالُ، ثُمَّ قَالَ لِأَبِي سَعِيدٍ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ:
"أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ المدينةَ" وَقَدْ ولدتُ بِهَا، وإِنه لَا يُولَدُ لَهُ وَقَدْ وُلدَ لي، وإِنه كافر وإِني قد أَسلمت١".