السلطان محمود قهرا وقسرا ، وعم أهلها البلاء قتلا وأسرا ، وأحاط بهم برأ ويحرا ، وكانت الهنود تزعم أن هذا الصم هو الذى شاء للاصنام الماضية حتى وقع بها الانهدام ، ولو شاء لمنعها فكانت أبدا مما لا يرام .
وكانوا لا يجوزون أن تتطرق إلى هدم هذا الصم الأوهام ، فحين نقض بالمعاول عرشه المنضد ، وزعز ع بالفؤوس أصله الممهد ، وخر صريعا مهينا ، وكان الاسلام للكفر مهينا ، سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا ، فأسلم بعضهم وبعضهم تسللوا إلى الهرب وانسلوا . وكان الصم قد امتنع على الكسر الصلايته ، وكانوا يقولون : إنه طلع من الأرض بارادته . فأوقدت عليه النار حتى قطعته أفلاذا ، وصيرته حذاذا (أى فتاتا) (1)، وحمل اعلاه مع غلافه المصوغ من الذهب ، ليزول أمر الشكوك في بطلانه والريب ، بأن ينصب في سائر البلاد للعيون مثالا ، ويصبح لعلامة قطع دابر الكفر بمثالا ، وأضرمت النار فى القلعة حين خلت من سومناة وعبادها ، وشاهد المسلمون باشتعال النار في جدرانها واشيمالها على خمسين ألف قتيل من سكانها قيامة قيامه ، وصارت ببد الحمام في سواد غراب بعد ما كانت فى بياض حمامه ، وتلا حينئذ اولئك المجاهدون: «انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهم، أنيم لها واردون ) .
بويح القاد: بالله بوم الأحد الثامن عشر من شعبان سنه احدى ويمانين وثلثمائة (991م) ، وأقام خليفة إحدى وأراعينسنة وثلاثة أشهر . قاله الخطيب في تأريخه
Shafi 134