بذخل في الرسم ، واصبح لسر جميعها عبرة لذوي الفهم . وما امتنع منهاء على المعاول أو قد عليه النيران ، ويهدم منه الأركأن ، وصيره في الذاهبين في خبر كلن ، بعد قتل أنى على ملوكهم وعظمائهم ، وقهر سكن ثائرة دهمائهم .
وعاد الى غزنة راحعا ومعه من الغنائم والاموال مالا يخصى ، ومن لبواقيت والجواهر أعداد الحصى.
وكان قد حاصر بندا ملك الهندفي قلعته المسماة بكالنجر، وتدعى لها الهنود الشأن الأكبر ، وأن بانيها أول من ركب الفيل وذلله واستعمله ، وتواى تسخيره وقهره لمن يعمل من سائر الملوك بعد عمله ، وليس في الارض لها نظير في سعة الرقعة ، وعظم الرفعه ، وخصب البقعه .
وما الظن بقلعة تسع خمسمائة ألف السان وخمسمائة فيل وعشرين ألف داية مع ما يلحق ذلك من الاقوات والعدد ، وكثرة العدد ، والمياه المطردة. لعبون والأنهار ، الجاعلة الليل بصفائها كالنهار .
فدعت الحال إلى مهادنة الملك بعد قهره ، ودخول عظماء دولته فى بد سلطان السلمين وقسره ، وكان من رسوم المهادنات في الاستيثاق ، والأخذ في الموادعات بالميثاق ، أن يقطع المقهور رأس إصبعه ، فيكون مع القاهر فخرا له في موضعه .
ولهذا كان معه من رءوس أصابع الملوك الذين أبقى عليهم شيء كثير . وكانت المهادية على أداء الخراج في كل سنه ، ومعاونة الغزاة إذا ألموا بناحية ذلك الملك على غيره من ملوك الهند ، فدفع المال الجزيل ، وسلم خمسمائة فيل ، منها خمسة وأربعون يعدل الواحد منها يمائة والباقي كلها منتخب مختار ، إذ لا يقتنى بتلك البقعة إلا الخيار ، وقوبل بخلع سنبه ، وترك على ولاية بلاده الشرية ، وأضيف اليه من البلاد التى تليه ولايات ، وقامت بها من جهه سلطان المسلمين ممالك ورايات .
Shafi 130