99

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Bincike

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Mai Buga Littafi

المكتبة التجارية

Inda aka buga

مكة المكرمة

Nau'ikan

يَا رَخَمًا (قَاظَ) (٦) عَلَى مَطْلُوبْ ... يُعْجِلُ كَفَّ الْخَارِئِ الْمُطِيبْ وَالْمُطيبُ: هُوَ الَّذِى يُنَقِّى مَوْضِعَ الاسْتِنْجَاءِ (٧) مِنْ أَثَرِ الْغَائِطِ وَيُنَظِّفُهُ. وَقَدْ ذَكرْنَا أَنَّ "الْخَلَاءَ" أَصلُهُ: الْمَوْضِعُ (٨) الْخَالِي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، فَسُمِّىَ بِهِ الْخَارِجُ مِنَ الإِنْسَانِ. قَوْلُهُ (٩): "الْخُبُثِ والْخَبَائِثِ" يُرْوَى بِضَمِّ الْبَاءِ وَإِسْكَانِهَا. قَالَ أَبو بَكْرِ بْنِ الأنْبَارِي (١٠): الْخُبْثُ: الْكُفْرُ، وَالْخَبَائثِ: الشَّيَاطِينُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمَ: الْخُبُثُ بِضَمِّ الْبَاءِ: جَمْعُ الْخَبِيثِ وَهُوَ الذَّكَرُ مِنَ الشَّيَاطِينَ وَالْخَبَائِثُ: جَمْعُ خَبِيثَة، وَهِيَ الأنثَى مِنَ الشَيَاطِينِ (١١) وَفِي الْحَدِيثِ "أعُوذُ بِكَ مِنَ الْخَبِيثِ الْمُخْبِثِ" (١٢) قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ (١٣): الْخَبِيثُ: ذُو الْخُبْثِ فِي نَفْسِهِ، وَالْمُخْبِثُ: الَّذِى أعْوَانُهُ خُبَثَاءُ، كَمَا يُقَالُ: قَوِىٌّ مُقْوٍ، فَالْقَوِيُّ فِي نَفْسِهِ وَالْمُقْوِيُّ: أنْ تَكُونَ (دَابَّتُهُ) (١٤) قَويًّة. قَالَ أبُو بَكْر (١٥): يُقَالُ: رَجُلٌ مُخبِثٌ: إِذَا كَانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخُبْثَ. وَأجَازَ بَعْضُهُمْ أن يُقَالَ: رَجُل مُخْبِثٌ لِلَّذِي (١٦) يَنْسُبُ النَّاسَ إلَى الْخُبْثِ. قَالَ الْخَطَابِىُّ (١٧): الْخُبُثُ: مَضْمُومَةُ الْبَاءِ: جَمْعُ خَبِيثٍ، وَأمَّا الْخَبَائِثُ فَإنَّهُ جَمْعُ خَبِيثَةٍ. وَأمَّا الخُبْثُ سَاكِنَةُ الْبَاءِ فهُوَ (١٨) مَصْدَرُ خَبُثَ الشَّىْءُ يَخْبُثُ خُبْثًا، وَقَد يُجْعَلُ اسمًا قَالَ ابْنُ الأعْرَابِىِّ: الْخُبْثُ: الْمَكْرُوهُ، فَإنْ كَانَ مِنَ الْكَلَامِ، فَهُوَ الشَّتْمُ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الْمِلَلِ، فَهُوَ الْكُفْرُ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الطَّعَام، فَهُوَ الْحَرَامُ. قَوْلُهُ: "غُفْرَانَكَ" (١٩) هُوَ مَصْدَرٌ كَالشُّكْرَانِ والْكُفْرَانِ (٢٠). وَأصْلُ الْغَفْرِ: السَّتْرُ وَالتَّغْطِيَةُ، وَمِنْهُ سُمِّيَ المِغْفَرُ، لِتَغْطِيَتِهِ الرَّأسَ وَالْمَغْفِرَةُ: سَتْرُ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ وَتَغْطِيَتُهُمْ. وَالْغَفُورُ: السَّاتِرُ. وَمَعْنَى طَلَبِ الْغُفْرَانِ هَا هُنَا، لأنَّهُ تَرَكَ ذِكْرَ اللهِ عَامِدًا، وَفِيمَا سِوَاهُ يَتركُهُ نَاسِيًا (٢١)، وَانْتِصَابُهُ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ أيْ: أطْلُبُ غُفْرَانَكَ (٢٢). قَوْلُهُ: "وَعَافَاني" لِأنَّ احْتِبَاسَ الْأذَى فِي الْجَوْفِ عِلَّةٌ مُتْلِفَةٌ، فَيَحْمَدُ (٢٣) اللهَ تَعَالَى عَلَى الْعَافِيَةِ مِنْهَا. قَوْلُهُ: "فَلْيَرْتَدْ لِبَوْلِهِ" (٢٤) أَيْ: يَطْلُبُ. والرَّائِدُ: الطَّالِبُ، أَيْ: يَطْلُبُ مَوْضِعًا مُتَسَفِّلًا (٢٥)

= السَّماء ينتظر قيام المتغوط ليأكل غوطه. وَقَاظَا أَيْ قَامَ عَلَى الْقَيْظِ وَهُوَ حَمْرَاءُ الصَّيْفِ. ومطلوب موضع. (٦) في ح: قَاض. (٧) ع: والمستنجى يطيب موضع الاستنجاء: تحريف. (٨) ع: اسم للموضع. (٩) في المهذب ١/ ٢٥: ويستحب أن يقول: اللَّهُمَّ إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث، لما روى أنس (ر) أن النَّبيِّ ﷺ كان إذا دخل الخلاء قال ذلك. (١٠) في الزاهر ٢/ ١٤٧. (١١) تهذيب اللغة ٧/ ٣٣٧ واللسان (خبث ١٠٨٨). (١٢) صحيح مسلم ١/ ٢٨٣ والترمذي ١/ ١٩ وسنن ابن ماجة ١/ ١٠٨ والنسائي ١/ ٢٠ وغريب أبي عبيد ٢/ ١٩٢ والفائق ١/ ٣٤٨ والنهاية ٢/ ٦. (١٣) في غريب الحديث ٢/ ١٩٢. (١٤) خ: ذاته. والمثبت من ع وغريب الحديث. (١٥) في الزاهر ٢/ ١٤٧. (١٦) ع: الذى: تحريف. (١٧) في إصلاح خطأ المحدثين ومعالم السنن ١/ ١٠،١١. (١٨) ع: فَإنه. (١٩) في المهذب ١/ ٢٦: كان ﷺ يقول: إذا خرج (من الخلاء) "غفرانك الحمد لله الذى أذهب عنى الأذى وعافانى" وانظر تحفة الأحوذي ١/ ٤٩ ومعالم السنن ١/ ٢٢ والنهاية ٣/ ٢٧٣. (٢٠) الكتاب ١/ ٣٢٤. (٢١) ع: ساهيا. (٢٢) الفاخر ١٣٤ والزاهر ١/ ١٠٩ وغريب الخطابى ٢/ ١٥٩. (٢٣) ع: فحمد. (٢٤) في المهذب ١/ ٢٦: روى أبو موسى الأشعرى (ر) أن النَّبيِّ ﷺ قال: "إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله" وانظر الحديث في معالم السنن ١/ ١٠ وغريب الحديث ٢/ ١٩٣ والفائق ١/ ٤٣٨ والنهاية ٢/ ٢٧٩. (٢٥) ع: لَيِّنًا. وفي غريب الحديث: مكانا لينا منحدرًا ليْسَ بصلب فينتضح عليه أو مرتفعا فيرجع إليه. وكذا في الفائق والنهاية.

1 / 36