225

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Editsa

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Mai Buga Littafi

المكتبة التجارية

Inda aka buga

مكة المكرمة

Nau'ikan

وَلَا يُقَالُ لِمَنْ وَجَدَ الْقَضَاءَ: غَارِمٌ، وَإِنْ كَانَ مُثْقَلًا بِالدَّيْنِ. وَهَذَا لَا يَصِحُّ؛ لِقَوْلِهِ ﷺ: "لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ إِلَّا لِثَلَاثَة (٥٥) " فَذَكَرَ - الْغَارِمَ.
فِى سَبِيلِ اللهِ: هُمُ الْمُجَاهِدُون (٥٦). وَسُمِّىَ الْجِهَادُ: فِى سَبِيلِ اللهِ؛ لِأَنَّهُ عِبَادَةٌ تَتَعَلَّقُ بِقطْعِ الطَّرِيقِ وَالْمَسِيرِ إِلَى مَوْضِعِ الْجِهَادِ. وَأُضِيفَ إِلَى اللهِ، لِمَا فِيهِ مِنَ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ.
وَابْنُ السَّبِيلِ: هُوَ الْمُسَافِرُ (٥٧). وَالسَّبِيلُ: هَوَ الطَّرِيقُ، وَأُضِيفَ إِلَيْهِ بِالْبُنُوَّةِ، لِمُلَازَمَتِهِ. لَهُ (٥٨) وَاشْتِغَالِهِ بِهِ، كَمَا يُقَالُ لِلْعَالِمِ بِالأُمُورِ: ابْنُ بَجْدَتِهَا، وَأَبْنَاءُ الدُّنْيَا: لِلْمُتْرَفِينَ وَالْمَشْغُولِينَ بِهَا. وَفُلَانٌ ابْنُ الْجُودِ وَابْنُ الْكَرَمِ: إِذَا كَانَ جَوَادًا كَرِيمًا، كَمَا يُقَالُ: هُوَ أَخُو الْجُودِ وَرَضِيعُهُ، كُلُّ ذَلِكَ لِمُوَاظَبَتِهِ عَلَى فِعْلِهِ وَاجْتِهَادِهِ فِيهِ.
وَالْمُوَاسَاةُ (٥٩): أَنْ تَجْعَلَهُ إِسْوَتَهُ فِى مَالِهِ، وَقَدْ ذُكِرَ (٦٠).
قَوْلُهُ: "وَيُعْطى الْحَاشِرُ" (٦١) هُوَ الَّذِى يَجْمَعُ الْمَوَاشى إلَى الْمُصَدِّقِ عِنْدَ الْمَاءِ، أَوْ إِلَى (مَوْضِعِهِ) (٦٢) وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَابْعَثْ فِى الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ﴾ (٦٣) أَىْ: يَجْمَعُونَ النَّاسَ، وَيَوْمُ الْحَشْرِ: يَوْمُ الْجَمْعِ.
وَالْعَرِيفُ: فَعِيلٌ مِنَ الْمَعْرِفَةِ، وَهُوَ الَّذِى يَعْرِفُ أَرْبَابَ الْمَوَاشِى، وَحَيْثُ يَنَتَجِعُونَ مِنَ الْبِلَادِ، وَكَمْ عَدَدُ مَوَاشِيهِمْ، وَيُحِيطُ بِهِمْ خِبْرَةً.
قَوْلُهُ: "أوْ بِضَاعَةٍ يَتَّجِرُ فِيهَا" (٦٤) قَالَ الْجَوهَرِىُّ: الْبِضَاعَةُ: طَائِفَةٌ مِنْ مَالِكَ تَبْعَثُهَا لِلتِّجَارَةِ، يُقَالُ: أَبْضَعْتُ الشَّيْىَء وَاسْتَبْضَعْتُهُ: أَىْ: جَعَلْتَهُ بِضَاعَةً، وَفِى الْمَثلِ: "كَمُسْتَبْضِعِ تَمْرٍ إِلَى هَجَرَ" (٦٥)، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ (٦٦) مِنْ هَذَا، وَ﴿مُزْجَاةٍ﴾ قَلِيلَةٍ (٦٧).
قَوْلُهُ (٦٨): "صَعَّدَ بَصَرَهُ (٦٩) (٧٠) فِيهِمَا وَصَوَّبَ" أَىْ: رَفَعَهُ وَخَفَضَهُ يَتَأَمَّلُ قُوَّتَهُمَا أَوْ ضَعْفَهُمَا، هَلْ يَقْدِرَانِ عَلَى الْكَسْبِ، أَوْ الْهَيْئَةِ الدَّالَّةِ عَلَى الْغِنَى.
قَوْلُهُ: "لإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ" (٧١) أَصْلُ الْبَيْنِ: الْبُعْدُ وَالْفِرَاقُ، يُقَالُ: بَان الرَّجُلُ عَنْ صَاحِبِهِ وَعَنْ

(٥٥) فى معالم السنن ٢/ ٦٣: عن عطاء بن يسار أن رسول الله ﷺ قال: لا تحل الصدقة لغنى إِلا لخمسة: لغاز فى سبيل الله أو لعامل عليها أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله أو لرجل كان له جار مسكين فتصدق على المسكين فأهدى المسكين للغنى وانظر غريب الخطابى ١/ ١٤٣.
(٥٦) معانى الفراء ١/ ٤٤٤ ومعانى الزجاج ٢/ ٥٠٥.
(٥٧) الفراء: هو المنقطع به والضيف. الزجاج: وتأويله: هو الذى قطع عليه الطريق.
(٥٨) له: ساقطة من ع.
(٥٩) فى المهذب ١/ ١٧١: سهم للعامل وهو أول ما يبدأ به لأنه يأخذه على وجه العوض وغيره يأخذه على وجه المواساة.
(٦٠) ص ١٣٩.
(٦١) فى المهذب ١/ ١٧١: ويعطى الحاشر والعريف من سهم العامل؛ لأنهم من جملة العمال.
(٦٢) ح: موضع.
(٦٣) سورة الشعراء آية ٣٦.
(٦٤) فى المهذب ١/ ١٧١: يدفع إليه (الفقير) ما تزول به حاجته من أداة يعمل بها إن كان فيه قوة أو بضاعة يتجر فيها.
(٦٥) فصل المقال ٤١٣، ٤١٤ وذلك أن هجر معدن التمر، ويقال: كمستبضع التمر إلى خيبر. مجمع الأمثال ٣/ ٣٩.
(٦٦) سورة يوسف آية ٨٨.
(٦٧) مجاز القرآن ١/ ٣١٧ ومعانى القرآن ٢/ ٥٥ وتفسير غريب القرآن ٢٢٢ وتفسير الطبرى ١٣/ ١٣.
(٦٨) قوله: ليس فى ع، فى المهذب ١/ ١٧١: روى أن رجلين سألا رسول الله ﷺ الصدقة فصعد ببصره إليهما وصوب، وقال: أعطيكما بعد أن أعلمكما أنه لاحظ فيها لغنى ولا قوى مكتسب.
(٦٩) خ: نظره.
(٧٠) كذا فى ع وخ وفى المهذب إليهما.
(٧١) فى المهذب ١/ ١٧٢: وسهم للغارمين وهم ضربان ضرب غرم لإصلاح ذات البين وضرب غرم لمصلحة نفسه.

1 / 163