154

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Bincike

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Mai Buga Littafi

المكتبة التجارية

Inda aka buga

مكة المكرمة

Nau'ikan

وَمِنْ بَابِ سُجُودِ التِّلَاوَةِ التِّلَاوةُ (١): الْقِرَاعَةُ. سُمِّيَتْ تِلَاوَةً، لِأنَّهَا يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا. وَالتَّالِى: التَّابعُ: وَتَلَوْتُهُ: تَبِعْتُهُ. قَوْلُهُ (٢): ﴿بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ (٣) هُوَ جَمْعُ أُصُلٍ، مِثْلُ: عُنُقٍ وَأَعْنَاقٍ. وَأُصُلٌ: جَمْعُ أَصِيلٍ (٤) وَهُوَ مَا بَعْدَ (صَلَاةِ) (٥) الْعَصْرِ اِلَى غُرُوبِ الشَّمْس. ﴿(٦) وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ قَالَ الْوَاحِدِىُّ (٧): يَزِيدُهُمُ الْقُرْآنُ تَوَاضُعًا. ﴿وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾ أَيْ: ذعْرًا وَهَربًا. قَوْلُهُ تَعَالَى (٨): ﴿وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ﴾ أَيْ: لَا يَمَلُّونَ (٩). وَالسَّآمَةُ: الْمَلَالُ. يُقَالُ: سَئِمْتُ مِنَ الشَّيْىءِ أسْأمُ سَآمَةً. أَيْ: مَلِلْتُ. قَوْلُهُ (١٠): ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ مَعْنَاهُ: اقْتَرِبْ إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ. وَدَلِيلُهُ: قَوْلُهُ ﷺ " (١١) أقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللهِ تَعَالَى (١٢) إِذَا كَانَ سَاجِدًا" (١٣). قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿(١٤) وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ خَرَّا: سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ (١٥) "وَأنَابَ" أَيْ: أقْبَلَ إِلَى اللهِ وَتَابَ وَرَجَعَ عَنْ مُنْكَرِهِ (١٦). قَوْلُهُ (١٧) "تَشزَّنَّا لِلسُّجُودِ" قَالَ شَمِرٌ (١٨): مَعْنَاهُ: تَحَرَّفُوا، يُقَالُ: تَشَزَّنَ الرَّجُلُ لِلرَّمْى إِذَا تَحَرَّفَ وَاعْتَرَضَ. وَرَمَاهُ عَنْ شُزُنٍ (١٩)، أَيْ: تَحَرَّفَ لَهُ. وَتَشَزَّنَ لِلرَّمْىِ: إِذَا اسْتَعَدَ لَهُ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عُثْمَانَ، رضِىَ الله عَنْهُ حِينَ حَضَرَ مَجْلِسَ الْمُذَاكَرَةِ (٢٠)، فَقَالَ: "حَتَّى أَتَشَزَّنَ" أَيْ: حَتَّى أَسْتَعِدَّ لِلْحِجَاجِ مَأخُوذٌ مِنْ عُرْض الشَّيْىءِ وَجَانِبِهِ (٢١)، وَهُوَ: شُزُنُهُ، كَأنَّ الْمُتَشَزِّنَ يَدَعُ الطُّمَأنِينَةَ فِي [جُلُوسِهِ] (٢٢) وَيَقْعُدُ

(١) سجود التلاوة مشروع للقارئ والمستمع. المهذب ١/ ٨٥. (٢) في مواضع السجدات من القرآن الكريم: وسجدة في الرعد عند قوله تعالى ﴿بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾. (٣) سورة الرعد آية ١٥. (٤) مجاز القرآن ١/ ٣٢٨ ومعانى الزجاج ٢/ ٤٤٠ وانظر شرح القصائد السبع ص ٣٨٢، ٣٨٣. (٥) ليس في خ. (٦) في المهذب ١/ ٨٥: وفي بنى إسرائيل عند قوله تعالى: ﴿وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ آية ١٠٩. (٧) في المهذب ١/ ٨٥: وسجدة في الفرقان عند قوله تعالى: ﴿وَزَاهمْ نُفُورًا﴾ آية ٦٠. (٨) سورة السجدة آية ٣٨. (٩) في المهذب ١/ ٨٥: وسجدة في حم السجدة عند قوله تعالى: ﴿وَهُمْ لَا يَسْأمُون﴾ آية ٣٨. (١٠) البحر المحيط ٧/ ٤٩٩ وتفسير العزيزى ١٣٨. (١١) في المهذب ١/ ٨٥: والثالثة في آخر "اقرأ": ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ آية ٩. (١٢) تعالى: ليس في ع. (١٣) في المهذب ١/ ٨٥: وأما سجدة (ص) فهي عند قوله ﷿: ﴿وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ آية ٢٤. (١٤) خ: فخر ركعا: تحريف ولم تذكر: وأناب. (١٥) خَرَّ لِوَجْهِهِ يَخِرُّ خَرًّا وَخُرورًا وقع وفي التنزيل ﴿وَيَخِروْنَ لِلأذْقَانِ يَبْكُون﴾ المحكم ٤/ ٣٦٨ وتحفة الأريب ١١٢. (١٦) مجاز القرآن ١/ ٣٣٠. (١٧) في المهذب ١/ ٨٥: روى أبو سعيد الخدرى (ر) قال: خطبنا رسول الله ﷺ يوما فقرأ (ص) فلما مر بالسجود تشزنا للسجود. (١٨) تهذيب اللغة ١١/ ٣٠٣. (١٩) ع: تشزن. والمثبت من خ وتهذيب اللغة ١١/ ٣٠٣ واللسان (شزن ٢٢٥٦). (٢٠) الفائق ٢/ ٢٤١، ٢٤٢ والنهاية ٢/ ٤٧١ واللسان (شزن). (٢١) تهذيب اللغة والفائق والنهاية تعليق ٢٠ واللسان (شزن). (٢٢) خ، ع: حديثه والمثبت من الغريبين ٢/ ٩٧.

1 / 91