Nazm Mustaczab
النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب
Bincike
د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم
Mai Buga Littafi
المكتبة التجارية
Inda aka buga
مكة المكرمة
Nau'ikan
وَمِنْ بَابِ سَتْر الْعَوْرَةِ
الْعَوْرَةُ: كُلُّ مَا يُستحْيَا مِنْ كَشْفِهِ، وَهِىَ أّيْضًا: سَوْأَةُ الإنْسَانِ (١)، وَالْجَمْعُ: عَوْرَاتٌ بِالتَّسْكِينِ، وَإِنَّمَا يُحَرِّكُ الْثَّانِى مِنْ "فَعْلَةَ" فِي جَمع (٢) الأسْمَاءِ، إِذَا لَمْ يَكُن يَاءً أوْ وَاوًا وَقَرَأ (٣) بَعْضُهُمْ: ﴿عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾ (٤) بِالتَّحْريك (٥).
قَوْلُهُ (٦): ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً﴾ (٧) أَيْ: فَعْلَةً فَاحِشَةً، يَعْنِى قَبِيحَةً خَارِجَةً عَمَّا أَذِنَ الله بهِ (٨). وَأصْلُ الفُحْش: الْقُبْحُ (٩) والْخُرُوجُ عَنِ الْحَق وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلمُفْرِطِ في الطُّولِ: إِنَّهُ لَفَاحِشُ الطُّولِ. وَالْكَلَامُ الْقَبِيحِ، غَيْرُ الْحَق: كَلَامٌ فَاحِشٌ. وَالْمُتَكَلِّمُ بِهِ: مُفْحِشٌ (٩).
قَوْلُهُ: "لَا تُبْرِزْ فَخِذَكَ" (١٠) أى: لَا تُظْهِرهَا وتَكْشِفْهَا. وَالْبَارِزُ: الظَّاهِرُ الْمَكشُوفُ وَيُقَالُ (١١): بَرَزَ بُرُوزًا: إِذَا ظَهَرَ وَبَدَا. وَفِي الْفَخِذِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ (١٢): فَخِذٌ؛ وَفِخْذٌ؛ وَفِخِذ؛ وَفَخْذٌ.
قَوْلُهُ (١٣) "لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ حَائِض إِلَّا بِخِمَارٍ" لَمْ يُرِدْ: بَالِغًا قَدْ حَاضَتْ، وَلَكِنَّهُ أرَادَ جِنْسَ النِّسَاءِ، وَلِهذَا لَا تَصِحُّ صَلَاةُ مَنْ لَمْ تَبْلُغ حَتى تَسْتَتِرَ.
قَوْلُهُ: "الْمَرأةُ فِي الْحَرَامِ"، (١٤) أَيْ: الْمُحْرِمَةُ، يُقَالُ: أحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ لِأنّهُ يَحْرُمُ عَلَيْهِ مَا كَانَ حَلَالًا مِنْ قَبْلُ كَالصَّيدِ وَالنِّسَاءِ.
قَوْلُهُ (١٥): "الْقُفَّازَيْنِ وَالنِّقَابِ" الْقُفَّازُ بِالضَّمِّ: شَىْء يُعْمَلُ لِلْيَدَينِ يُحْشَي بِقُطْنٍ وَيَكُونُ لَهُ أزْرَازٌ تُزَزُّ (١٦) عَلَى السَّاعِدَيْنِ مِنَ البَردِ تَلْبَسُهُ الْمَرأةُ في يَدَيهَا، وَهُمَا قُفَّازَان. وَيُقَالُ: تَقَفَّزَت الْمَرأةُ بِالْحِنَّاءِ (١٧) وَالأقفزُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِى بَيَاضُ تَحْجِيلِهِ: فِي يَدَيْهِ (١٨).
(١) العين ٢/ ٢٣٧ وتهذيب اللغة ٣/ ١٧٣ والمحكم ٢/ ٢٤٨ والصحاح والمصباح (عور) واللسان (عور ٣١٦٧).
(٢) ع: جميع: تحريف.
(٣) ع: قال: تحريف.
(٤) سورة النور آية:٣١.
(٥) الصحاح (عور) واللسان.
(٦) ستر العورة عن العيون واجب لقوله تعالى: ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا﴾ المهذب ١/ ٦٤.
(٧) سورة الأعراف آية ٢٨.
(٨) قال ابن عباس: كانوا يطوفون بالبيت عراة. فهى فاحشة المهذب ١/ ٦٤ وانظر معانى الزجاج ٢/ ٣٦٤ وتفسير الطبرى ٣/ ٣٠٣.
(٩) خ: القبيح.
(٩) العين ٣/ ٩٦، ٩٧ وتهذيب اللغة ٤/ ١٨٨، ١٨٩ والمحكم ٣/ ٨٠ والصحاح والمصباح (فحش) واللسان (فحش ٣٣٥٦).
(١٠) في المهذب ١/ ٦٤ عن على (ر) أن النبي ﷺ قال: "لا تبرز فخذك ولا تنظر إلى فخذ حى ولا ميت".
(١١) خ: يقال.
(١٢) في العين: ٤/ ٢٤٥: الفخذ ويخفف: فخذ في لغة سفلى مضر، وكسرت الفاء على أعقاب كسرة الخاء، حيث أسكنت، ومن فتحها مع سكون الخاء تركها على ما كانت وانظر أدب الكاتب ٥٣٧ والاقتضاب ٢/ ٣١٩، ٣٢٠ وإصلاح المنطق ١٦٩ واللسان (فخذ ٣٣٦٠).
(١٣) في المهذب ١/ ٦٤: روت عائشة (ر) أن النبي ﷺ قال: "لا يقبل. . . الحديث".
(١٤) في المهذب ١/ ٦٤ لأن النبى ﷺ نهى المرأة في الحرام عن لبس القفازين والنقاب.
(١٥) غ: والقفازين.
(١٦) خ: تزرر والمثبت من ع، وغريب أبي عبيد ٤/ ٦٤ والفائق ٣/ ٢١٨ وانظر الآية ٤/ ٩٠.
(١٧) الفائق ٣/ ٣١٨.
(١٨) اللسان (قفز ٣٧٠١).
1 / 70