112

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Bincike

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Mai Buga Littafi

المكتبة التجارية

Inda aka buga

مكة المكرمة

Nau'ikan

قَوْلُهُ: "تَحَلَّلَ بِعِلَّةٍ" (٢٢) أَيْ: نَزَلَ وَذَابَ كَمَا يَتَحَلَّلُ الشَّحْمُ وَالشَّمْعُ. وَ"تَحُت المَنِىَّ" (٢٣) ذُكِرَ. قَوْلُهُ: "دَم غَيرُ مَسْفُوحٍ" (٢٤) أَيْ: جَارٍ (٢٥)، وَسُمِّىَ الزِّنَا سِفَاحًا؛ لإبَاحَةِ (٢٦) الزَّانِييْن مَا أُمِرَا بِتَحْصِينِهِ وَمَنْعِهِ وَتَصْيِيرِهِمَا لَهُ كَالْمَاءِ الْمَسْفُوحِ الْمَصْبُوبِ. وَمَنْ. قَالَ: لِسَفْحِ الزَّانِيَيْن نُطْفَتهِمَا، فَقَدْ أَبْطَلَ، لِأنَّ الْمُتَنَاكِحَيْنِ يَسْفَحَانِهِمَا (٢٧) كَمَا يَسْفَحُهُمَا الزَّانِيَانِ (٢٨). قَوْلُهُ (٢٩): ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾ (٣٠) الْمَيْسِرُ: القِمَارُ (٣١) وَالأنْصَابُ: جَمْعُ نَصْبٍ (٣٢)، وَهُوَ مَا نُصِبَ فَعُبِدَ مِن دُونِ اللهِ (٣٣)، وَكَذَا (٣٤) النُّصْبُ بِالضَّمِّ، وَقَدْ يُحَرَّكُ، قَالَ (الْأعْشَى) (٣٥): وَذَا النُّصُبَ الْمَنْصُوبَ لَا تَنْسُكَنَّهُ ... لِعَاقِبَةٍ وَاللهَ رَبَّكَ فَاعْبُدَا (٣٦) وَالأزْلَامُ: وَاحِدُهَا: زُلَمٌ مِثْلُ عُمَر (٣٧)، وَهِىَ السِّهَامُ الَّتِى كَانَ أهْلُ الْجَاهِلَيَّةِ يَستقْسِمُونَ بِهَا. قَوْلُهُ (٣٨): "رِجْسٌ" أَيْ: نَجِسٌ. قَوْلُهُ: "مِنْ غَيْرِ نَجَاسَةٍ خَلَفَتْهَا" (٣٩) أَيْ: جَاءَتْ بَعْدَهَا. يُقَالُ: خَلَفَهُ: إذَا جَاءَ مِنْ بَعْدِهِ وَمِنْهُ سُمِّىَ الْخَلِيَفَةُ. وَخَلَفَ عَلَى الْمَرأَةِ: إِذَا تَزَوَّجَهَا بَعْدَ أوَّلٍ (٤٠). قَوْلُهُ: "أهْرِقْهَا" (٤١) يُقَالُ: "هَرَاقَ الْمَاءَ يُهَرِيقُهُ، بِفَتْحِ الْهَاءِ، أَيْ صَبَّهُ. وَأَصلُهُ أَراقَ يُرِيقُ إرَاقَةً. قَالُوا ذَلِكَ اسْتِثْقَالًا لِلْهَمْزَةِ (٤٢). وَفِيهِ لُغَة أخْرَى: أهْرَقَ الْمَاءَ يُهْرِيقُهُ عَلَى أفْعَلَ يُفْعِلُ. قَالَ سيبويه: (ابْدَلُوا مِنَ الْهَمْزَةِ الْهَاءَ (٤٣) ثُمَّ لَزِمَتْ فَصَارَتْ كأنَّهَا مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ، ثُمَّ أُدْخِلَت الهَمْزَةُ بَعْدَ الْهَاءِ، وَتُرِكَتْ الْهَاءُ عِوَضًا مِنْ حَذْفِهِم [حَرَكَةَ] (٤٤) الْعَيْن؛ لِأنَّ أَصْلَ أهْرَقَ: أرْيَقَ. وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ: أهْرَاقَ يُهْرِيقُ إهْرَاقًا فَهُوَ مُهْرِيقٌ، وَالشَّىْءُ مُهْرَاقٌ، وَمُهَرَاقٌ بِالتَّحْرِيِكِ، وَهَذَا شَاذٌّ (٤٥).

= ١٠٥٤ - ١٠٦١). (٢٢) في ماء القروح: أنّه طاهر كالعرق وقيل نجس؛ لأنّه تحلل بعلة فهو كالقيح. المهذب ١/ ٤٧. (٢٣) روى عن عائشة أنها كانت تحت المنى من ثوب رسول الله. المهذب ١/ ٤٧. (٢٤) في العلقة: قال أبو بكر الصيرفى. هى طاهرة؛ لأنّها دم غير مسفوح فهو كالكبد والطحال. المهذب ١/ ٤٧. (٢٥) أبو عبيدة: المسفوح: المهراق المصبوب ومنه قولهم: سفع دمعى أى سال. مجاز القرآن ١/ ٢٠٧ وانظر تفسير غريب القرآن ١٦٢ والعمدة في غريب القرآن ١٣١. (٢٦) خ: لإباحته: تحريف. (٢٧) ع: يسفحانها. (٢٨) أنظر معانى الزجاج ٢/ ٣٧ وتهذيب اللغة ٤/ ٣٢٦ واللسان (سفح ٢٠٢٣). (٢٩) في المهذب ١/ ٤٧: وأما الخمر فهو نجس لقوله ﷿ ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ. . .﴾ الآية. (٣٠) سورة المائدة آية ٩٠. (٣١) الفراء: القمار كله. معانى القرآن ١/ ٣١٩ وتفسير غريب القرآن ١٤٥. (٣٢) وقيل: هو جمع واحده نصاب. المصباح (نصب). (٣٣) كتاب الأصنام ٣٣ وانظر معانى الفراء ١/ ٣١٩ وتفسر غريب القرآن ١٤٦. (٣٤) خ: وكذلك. (٣٥) ساقط من خ. (٣٦) الديوان ١٧ والرواية: وَلَا تَعْبُدِ الشَّيطَانَ وَاللهَ فَاعْبُدَا. والمثبتَ تبعا للصحاح واللسان (نصب). (٣٧) زلم وزلم كعمر وقلم، بالضم والفتح كما في المصباح والصحاح واللسان (زلم) وتفسير غريب القرآن ١٤١. (٣٨) خ: وقوله. (٣٩) في تحول الخمر إلى خل: تطهر، وقد زال فسادها من غير نجاسة خلفتها. المهذب ١/ ٤٨. (٤٠) ع: الأول. (٤١) خ: فأهرقها. وفي المهذب ١/ ٤٨: روى أن أن طلحة سأل رسول ﷺ عن أيتام ورثوا خمرا فقال: أهرقها. قال: أفلا أخللها قال لا. (٤٢) لأن الأصل في يريق يؤريق، فقبوا الهمزة هاء تخفيفا ولذلك حركت الهاء. تهذب اللغة ٥/ ٣٩٦ واللسان (هرق ٤٦٥٤) والصحاح والمصباح (هرق). (٤٣) ع، خ: أبدلوا الهمزة من الهاء. والمثبت من الكتاب ٤/ ٢٣٨ واللسان. (٤٤) تكملة من اللسان. (٤٥) ذكره في اللسان عن ابن برى.

1 / 49