الفائضة التيار، والمنائح الفاتحة الأزهار، والمقامات الظاهرة الأقدار، والكرامات الوسيعة الأقطار، والمراتب الرفيعة الأخطار، يزهى بها رياض المزايا والمفاخر، ويقر بفضلها ويعترف الأول والآخر، مما تتعطر الآفاق من فوائح نشرها وتبتهج الأرواح والقلوب بمشاهدة لوائح بشرها، ويرتوي الظماء عند سماع ذكرها ووصفها، وتتوشح عرائس المفاخر بفرائد دررها وحسن وصفها، ويبهر أبصار الحاسدين شعاعها ويا حبذا عند المحب سماعها:
دراري صدق ضمها درر العلى
وليس بمولي مثلها يد مسند
نضائر أنس في حظائر قدست
بذكر هداة الدين من بعد أحمد
فصوص نصوص في ذوي الفضل والتقى
شموس علي خرت لأشرف محتد
لهم في سماء المجد أشرف موضع
وهم في عراص الدين أكرم مرصد
نظمت جواهرها في هذا الكتاب في سلكين وسلكت دررها في سمطين، وقسمت أحاديثها على شطرين، واتخذتها لأثقال الذنوب في لجج بحار رجاء الغفران فلكين، وسميته كتاب: نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى، والبتول والسبطين، جعلته لي عندهم سببا متينا وبرهانا مبينا واعتقادا صافيا ويقينا وديدنا ودأبا ودينا، أرجو النجاة بهم يوم المعاد وإن جنت يداي من الذنوب:
قوم لهم مني ولاء مخالص
في حالة الإعلان والأسرار
أنا عبدهم ووليهم وولائهم
سوري وموضع عصمتي وسواري
فعليهم مني السلام فإنهم
أقصى مناي ومنتهى إيثاري
فالسمط الأول: يشتمل على فضائل سيد المرسلين وخاتم النبيين ورسول رب العالمين محمد عليه أفضل صلوات المصلين وشمائله وصفاته وما خصه الله تعالى به من آياته ومعجزاته، وعلى مناقب ابن عمه وباب مدينة علمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضى الله عنه)، ولهذا السمط فاتحة وخاتمة، فالفاتحة في امتنان الله تعالى بنبيه (صلى الله عليه وسلم) على الأمة وكشف الآصار التي كانت من قبلنا غيا بسببه، وإزاحة الغمة، وذكر نسبه وأصحابه وما شرفه الله تعالى به من بين أنبيائه.
والخاتمة في فضل الصلاة والسلام عليه، فإن ذلك أشرف ما يتقرب به إليه (صلى الله عليه وسلم).
والسمط الثاني: يحتوي على مناقب سيدة النساء البتول فاطمة زوجة علي المرتضى
Shafi 12