وروى أبو سعيد الخدري (رضى الله عنه) (1) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «لما أسري بي إلى السماء قلت: يا رب اتخذت إبراهيم خليلا وكلمت موسى تكليما، ورفعت إدريس مكانا عليا، وآتيت داود زبورا، وأعطيت سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فما ذا لي؟
فقال [عز من قائل]: يا محمد اتخذتك خليلا كما اتخذت إبراهيم خليلا وكلمتك كما كلمت موسى تكليما وأعطيتك فاتحة الكتاب وفاتحة سورة البقرة، ولم أعطها نبيا قبلك، وأرسلتك إلى أسود الأرض وأحمرهم وإنسهم وجنهم، ولم أرسل إلى جماعتهم نبيا قبلك، وجعلت لك الأرض ولأمتك مساجدا وطهورا، وأعطيت أمتك الفي ولم أحله لأمة قبلها، ونصرتك بالرعب حتى أن عدوك ليرعب منك، وأنزلت عليك سيد الكتب قرآنا عربيا، ورفعت لك ذكرك حتى لا أذكر إلا ذكرت معي» (2)
. وعن أبي سعيد الخدري (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «إن الله أعطى موسى الكلام وأعطاني الروية وفضلني بالمقام المحمود والحوض المورود» (3)
. وعن عبد الله بن مسعود (رضى الله عنه) (4) قال: لما أسري برسول الله (صلى الله عليه وسلم) انتهى إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها فيقبض منها قال الله: إذ يغشى السدرة ما يغشى (5) قال: فراس من ذهب، قال: فأعطي (صلى الله عليه وسلم) ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك بالله شيئا المقحمات (6)
. وعن حذيفة قال: قال (صلى الله عليه وسلم): «فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف
(5)- سورة النجم: 16.
Shafi 30