فقال: لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون (1)، قال ابن عباس (رضي الله عنه): ما خلق الله نفسا هي أكرم عليه من محمد (صلى الله عليه وسلم) (2) وما أقسم بحياة أحد غيره وأقسم على رسالته فقال: يس. والقرآن الحكيم. إنك لمن المرسلين. على صراط مستقيم (3)، وأقسم على هدايته فقال: والنجم إذا هوى. ما ضل صاحبكم وما غوى (4) وأقسم على محبته فقال: والضحى* والليل إذا سجى* ما ودعك ربك وما قلى (5) وأقسم على شرف أخلاقه فقال: ن والقلم وما يسطرون. ما أنت بنعمة ربك بمجنون. وإن لك لأجرا غير ممنون. وإنك لعلى خلق عظيم (6).
قال العلماء: هذه الفضيلة أعظم من قسمه بحياته؛ لأن هذا مدح يرجع إلى صفته وذلك ابتداء عطاء، وأقسم سبحانه أنه لم يكن يكلفه ما كان يحتمله من العبادة، فقال عز من قائل: طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى (7)، وأقسم على نزاهته من كل ما نسبوه إليه من النقائص والعلل فقال: فلا أقسم بما تبصرون. وما لا تبصرون. إنه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين (8).
وأقسم على أنه رأى جبرئيل (عليه السلام) في السماء السابعة، فقال: فلا أقسم بالخنس. الجوار الكنس. والليل إذا عسعس. والصبح إذا تنفس. إنه لقول رسول كريم إلى قوله: ولقد رآه بالأفق المبين (9) وأقسم أنه ينتقم له ممن يؤذيه فقال: كلا لئن لم ينته
Shafi 28