وفي الآيات الثلاث ﴿يا أيها الناس اعبدوا ربكم﴾ و﴿كيف تكفرون بالله﴾ و﴿إذ قال ربك للملائكة﴾ أيضًا إشارة إلى اختلاف الحال في الخطاب بوصف الربوبية مع الخُلّص ومع من دونهم وفي الخطاب بأوصاف الذات، وذلك أنه تعالى لما بين أن الضالين في حسن أمثاله هم الخاسرون عجب ممن يكفر به إشارة إلى شدة ظهوره وانتشار نوره في أمثاله وجميع أقواله وأفعاله وأن شهوده في كل اعتبار أوضح من ضياء النهار، لأنه ما ثمَّ إلا ذاته وأفعاله وصفاته:
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد
متجليًا عليهم باسم الإلهية في أفعاله التي هم لها ناظرون وبها عارفون، فقال: ﴿كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم﴾ إلى أن قال: ﴿هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا﴾ الآية، وأدرج في ذلك أمر البعث بقوله ﴿ثم إليه ترجعون﴾ تنبيهًا على مشاركته لبقية ما في الآية من الظهور، لما قدم من الاستدلال عليه بإخراج الثمرات حين تعرف إليهم بوصف الربوبية