141

Nazm Durar

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

Mai Buga Littafi

دار الكتاب الإسلامي

Inda aka buga

القاهرة

وبهذا الحرف المتشابه يضل الله من يشاء؛ فحرف المحكم للاجتماع والهدى، وحرف المتشابه للافتراق والضلال ﴿والله يقول الحق وهو يهدي السبيل﴾ [الأحزاب: ٤] .
ثم قال: اعلم أن قراءة الأحرف الماضية الأربعة هو حظ العامة من الأمة العاملين لربهم على الجزاء المقارضين له على المضاعفة، وقراءة هذا الحرف تمامًا هو حظ المتحققين بالعبودية المتعبدين بالأحوال الصادقة المشفقين من وهم المعاملة، لشعورهم أن العبد لسيده مصرّف فيما شاء وكيف شاء، ليس له في نفسه حق ولا حكم، ولا حجة له على سيده فيما أقامه فيه من صورة سعادة أو شقاوة ﴿في أيّ صورة ما شاء ركبك﴾ [الانفطار: ٨] ﴿على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون﴾ [الواقعة: ٦٣] .
والذي تحصل به قراءة هذا الحرف إما من جهة القلب فالمعرفة بعبودية الخلق للحق رقّ خلق ورزق وتصريف فيما شاء مما بينه وبين ربه ومما بينه وبين نفسه ومما بينه وبين أمثاله من سائر العباد، لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا، ولا يأخذ إلا ما أعطاه سيده، ولا يتقي

1 / 157