Nazariyyar Juyin Halitta da Asalin Dan Adam
نظرية التطور وأصل الإنسان
Nau'ikan
وقد تكون معرفة الإنسان بالنار وتعوده الاصطلاء بها من الأسباب التي دعت إلى زوال الشعر أو قتلته؛ فالنار تؤدي وظيفة الشعر في الدفء، ثم هي تؤذي الرجل الشعراني، وقد تؤدي إلى احتراقه.
ومن ضروب الزينة التي يمارسها الهمج الآن، وربما كان أسلافنا يمارسونها أيضا، تحزيز الوجه والجسم، ولعل الأصل في ذلك أن يثبت الإنسان أنه قد تمرس بالقتال وجرح، على نحو ما يفخر الطلبة في الجامعات الألمانية الآن بما تركته المبارزات من الجراح في أجسامهم.
ومن ضروب الزينة أيضا صبغ الوجه بصبغة ما؛ فالهمج في أستراليا - مثلا - يمضغون ورق اليوكالبت (الذي يسمى في مصر خطأ بالكافور)، ثم يدلكون بمضاغهم بشرتهم، فتكتسب بذلك لونا أخضر، والأصباغ التي تستعملها النساء الآن لا تحتاج إلى شرح.
ومن التحزيز والإصباغ نشأ الوشم الذي لا يزال يمارسه المتوحشون في إفريقيا وغيرها، والمنحطون من المتمدنيين في بلادنا؛ فالوشم هو تحزيز في الجسم يوضع فيه الصباغ.
وبعض الزينة له قيمة سحرية؛ فبعض نسائنا يتزين بحلية قبيحة من الذهب تدعى «كف مريم»، وكذلك يفعل المتوحشون فيحملون على صدورهم يدا أو سنا يتوهمون أنهما تردان عنهم عادية الأرواح البشرية.
ولكن كل هذه الزينة لم تكن لتؤدي إلى اللباس الذي نعرفه الآن، والذي صار فيه معنى الوقاية من الحر والبرد، والأصل في اللباس هو في الأغلب عادة الرجال الذين فازوا في صيد أحد الحيوانات في وضع فروه أو جلده على أكتافهم؛ للفخر والتزين أمام الرجال والنساء؛ فمن صاد حيوانا مفترسا؛ كالأسد أو الببر، حمل جلده شهادة على بسالته وقوته، فيغطيه الرجال وتعجب به النساء، ويبقى يحمل هذا الجلد كل يوم لهذه الغاية، وينافسه آخر في هذا العمل حتى يصير حمل الجلود أو الفراء سنة متبعة عند الجميع، ثم تعرف قيمتها بعد ذلك في الدفء.
وقد مضى دهر طويل والإنسان يلبس جلود الحيوان قبل أن يعرف المنسوجات؛ فإن هذه كانت تحتاج قبلا إلى الزراعة، وإلى عدة فنون أخرى.
تنازع البقاء في عصرنا
لا يمكن أن يكون تطور دون أن يكون هناك تنازع بقاء، أو ما يقوم مقام هذا التنازع من انتخاب صناعي مقصود.
مثلا، حيواناتنا الداجنة لا تتنازع البقاء؛ أي إن أفرادها لا تتغالب على العيش والتناسل، ولكننا مع ذلك ننتخب منها ما نرغب في نسله ونخصصه للفحلة، فيحدث عندئذ التطور؛ تظهر أولا سلالات جديدة، ثم يشتد التباين بين هذه السلالات حتى تصير أنواعا جديدة.
Shafi da ba'a sani ba