Nazariyyar Juyin Halitta da Asalin Dan Adam
نظرية التطور وأصل الإنسان
Nau'ikan
وسواء أصحت هذه الفروض عن الزراعة أم لم تصح فإن الذي يمكن الجزم به أن الزراعة هي أصل الحضارة، وأن القطر المصري أول ما زرع من أقطار العالم، فهو بذلك أصل حضارته، وانتظام الفيضان الذي يأتي به النيل كل عام مع مواظبته في مواعيد محددة كان جديرا بأن يفتح أذهان المصريين القدماء إلى قيمة الماء في حياة النبات، وبأن يرشده إلى الزراعة.
وبتقدم الصناعة وظهور المعادن صارت الزراعة تتجه نحو الشمال بالتدريج، في أفينيقيا أولا، ثم في بلاد الإغريق، ثم في إيطاليا، ثم في أوربا، صاعدة من الجنوب إلى الشمال؛ أي من الحر إلى البرد.
وأغلب الظن أن الزراعة نشأت أولا على عمل الرقيق، وللرق فضل على الإنسان؛ لأنه علمه مزاولة العمل والإقلاع عن حياة التشرد في الغابات، وفي معاني «عمل» و«شغل» و«نصب» ما يدل على أن الإنسان القديم لم يكن يستسيغ العمل.
وكما كانت الزراعة أصل الحضارات القديمة فهي لا تزال أساس الحضارات الحديثة، ولكن ظهر عامل جديد في الحضارة، وهو الصناعة التي يختلف أثرها الاجتماعي عن أثر الزراعة؛ فالزراعة تدعو إلى تشتيت العمال، كما هو الحال في الهند ومصر، وهذا يساعد على وجود حكومات استبدادية، وأيضا تتوافر فيها الأقوات الرخيصة ويتكاثر فيها السكان، فتنتشر الفاقة بين العمال الفلاحين لهذا السبب، والفاقة تدعو إلى الاحتقار والمهانة، ثم إلى استبداد الأغنياء بالفقراء.
أما حيث تكون الحضارة صناعية فإن أجور العمال تبقى مرتفعة والأقوات غالية الثمن، وارتفاعها يدعو إلى احترامهم؛ لأنهم لا يظهرون بمظهر الفقر المهين، والعمال يتجمعون حول المصانع ويتعاونون على صيانة حقوقهم وزيادتها، وهنا تنشأ الحكومة الديمقراطية، ومن هنا نفهم السبب في ديمقراطية الحكومات الأوربية.
والحضارة الأوربية تتجه الآن نحو الاشتراكية بلا جدال، يساعدها على ذلك نزعة الأهالي الديمقراطية وكثرة الآلات؛ فإن انتشار الآلات والمصانع الكبيرة لا يتفق والملكية الفردية.
أصل الدين
عاش الإنسان الأول حقبة طويلة من الزمن قبل أن يعرف ما هو دون الدين من ممارسات السحر والكهانة؛ فلم تكن اللغة تساعده بعد على أن يوضح لنفسه غوامض هذا الكون، فإذا فكر في مسائل الحياة والموت، والعالم والكون، وما إلى ذلك من نفس وجسد وعقاب وعقاب وثواب، اختلطت أفكاره وارتبكت خواطره؛ لأنه لم يكن في لغته الكلمات التي تؤدي هذه المعاني، وليس من الممكن أن نتصور معنى مجردا ما دمنا نجهل الكلمات التي تعبر عنه.
دع عنك أن هم الإنسان الأول كان مصروفا إلى إرضاء شهوة الطعام والشهوة الجنسية، ولم يكن الطعام وفيرا؛ لأن الزراعة لم تكن قد عرفت بعد، ووسائل الصيد لم تكن أيضا قد عرفت؛ فأوربا التي تقيت الآن أكثر من ثلاث مئة مليون نفس لم تكن تكفي نصف مليون إنسان، أو على الأكثر مليونا يقطعونها جبالا وأنهارا لكي يهتدوا إلى بعض الجذور أو الحشرات أو الثمرات لكي يأكلوها.
ثم إن الشهوة الجنسية في الإنسان والقردة أشد مما هي عند سائر الحيوان، بل هي في الإنسان أشد من القردة، كما ترى في شعر العانة الذي اختص به الإنسان دون سائر حيوانات العالم أجمع، والذي لم ينشأ فيه إلا لفرط قواه الجنسية، ولفتا للأنظار إلى أعضائه التناسلية، والزينة الخلفية الحمراء في بعض القردة الدنيا هي لهذا الغرض أيضا.
Shafi da ba'a sani ba