Nazariyyar Juyin Halitta da Asalin Dan Adam
نظرية التطور وأصل الإنسان
Nau'ikan
وبدهي أننا لا ننتظر أن نرى هذه الآثار ظاهرة قوية؛ أي بقوة ما نرى من الآثار التي يتركها الأب للابن؛ فآثار الوراثة تضعف وتكاد تتلاشى بنسبة بعد الفرد الذي نرث عنه شيئا في جسمنا أو ذهننا، وعلة هذا الضعف ليست تقادم الزمن، وإنما طروء الأجيال جيلا بعد جيل، وطبع كل جيل سماته في عقبه، بحيث تظهر هي وتستر سمات الأجيال السابقة.
فالإنسان باعتبار كفاياته الوراثية أشبه شيء بالبصلة؛ أظهر ما فيه من هذه الكفايات ما ورثه عن أبويه، ثم تستتر طبقة وراء أخرى، وتتضاءل هذه الطبقات، حتى تصل إلى عهد الخلية الأولى التي نشأت منها جميع أنواع الحيوان والنبات، ومنها الإنسان.
وعمر الإنسان الحقيقي لا يبتدئ من عهد خروجه من رحم الأم، بل من عهد ظهور الخلية الأولى في العالم؛ فكل منا قد عاش؛ أي قد بقي حيا في حياة متصلة إلى عهد ظهور الخلية الأولى؛ أي إن عمره لا يقدر بأقل من مئات الملايين من السنين.
وفي جسم الإنسان ما يدل على اتصال الحياة بيننا وبين الخلية الأولى؛ فبناء جسمنا - مثلا - من خلايا لا يختلف في شيء من أصول الحياة عن خلايا الخمائر أو عن الميكروبات أو عن الأميبة، بل خلية أجسامنا لا تختلف من هذه الوجهة عن خلية أجسام النبات، ونحن ننمو كما تنمو خلايا جميع الأجسام الحية، وفي أجسامنا أعضاء أثرية لم تعد لها فائدة ما، وقد كانت مفيدة في وقت ما عندما كنا نعيش عيشة حيوانية.
فمن هذه الأعضاء، ذلك المعى القصير المسمى بالأعور أو الزائدة، فهذا العضو كبير مستطيل في الحيوانات التي ترعى الأعشاب، وهو يفيدها في إحالة المادة الخشبية في هذه الأعشاب إلى سكر تهضمه أمعاؤها، وقد كانت زائدتنا تؤدي لنا هذه الوظيفة عندما كنا نرعى الأعشاب مثل سائر البهائم، أما الآن فقد تغير طعامنا، ولم يعد لها فائدة؛ ولذلك فقد ضمرت وضعفت عن مقاومة الأمراض، وكثيرا ما تكون لذلك سببا في التهابات مؤذية نحتاج معها إلى استئصالها، ولو كانت مفيدة لنا لكان استئصالها مضرا. (العمود الفقري للإنسان وفي نهايته السفلى 5 فقرات مكتنزة للذنب؛ أي العجب أو العصعص)
وإذا اعتبرنا نظام جسمنا وتركيب أعضائنا، وجدناهما لا يختلفان عما هما عليه في الحيوان، مع اعتبار الأقرب في النسب الذي يكون على الدوام أقرب في المشابهة؛ فنحن نهضم الطعام كما يهضمه الحيوان، ولنا من الغرائز الأصلية مثل ما له، ومادة أعصابنا هي نفسها مادة أعصابه من حيث التركيب.
وعلى هذه المشابهة، بل القرابة، أمكن التعالج بأعضاء الحيوان؛ فنحن نتعالج بالغدة الدرقية المستخرجة من الفرس إذا إيفت غدتنا، ونحن نتعالج بمفرزات غدد البنكرياس المستخرجة من العجول إذا أصبنا بالديابيطس؛ أي البول السكري، فلو لم نكن نحن والفرس والعجول من أصل واحد، تجري أجسامنا جميعا على نظام واحد، لما أمكن التعالج بهذه الأشياء؛ أي لو كان الإنسان قد خلق على حدة لكان له نظام آخر في وظائف أعضائه يختلف عن النظام الذي نراه في سائر الحيوان.
ثم اعتبر اليد والقدم الإنسانيتين؛ ففي كل منهما 5 أصابع، وفي طرف جناح الدجاجة وزعنفة القيطس، على الرغم من الاندغام، 5 أصابع أيضا، دع عنك أن جميع الزواحف واللبونات لها أيضا 5 أصابع في كل يد، فنحن نشترك وآلاف الأنواع من الحيوان في هذه السمة، وهذه وحدها كافية لأن تدل على أننا من أصل واحد.
وحياة الجنين في الرحم تمثل لنا تاريخ نوعنا وتدرجه من الخلية الأولى التي نشأت في العالم حتى صار إنسانا، فهو يبدأ خلية واحدة تأخذ في الانقسام والزيادة على نحو ما تفعل الخمائر، ثم يتخذ هذا الجسم هيئة الحلقة، ثم يتخذ خياشيم كالسمك، ثم تظهر الأيدي والأرجل، ويكون له ذنب طويل، ثم يضمر الذنب ويزول، ثم ينبت للجنين شعر يجعل جلد الجنين كجلد البهائم، ثم يزول أيضا. (في اليمين جنين إنسان، وفي الوسط جنين كلب، وفي اليسار جنين سلحفاة، عمرهم جميعا 28 يوما، والذنب واضح فيهم)
فالإنسان وهو في طور الجنين يمثل الأطوار التي مر عليها منذ نشوء الأحياء على الأرض؛ وذلك لأن في كل منا ذاكرة غير وجدانية لا نشعر بها، كتلك الذاكرة التي نهضم بها طعامنا، فليس يشك قارئ في أنه يدري، بل يتقن فن هضم الطعام، ولكنه لا يشعر بأنه يمارس هذا الفن بعد تناوله الطعام؛ فهو يفعل هذا بذاكرة غير وجدانية؛ وهي غير وجدانية لأنها قوية قد أتقنت ما بسبيله من العمل حتى صارت لا تشعر به.
Shafi da ba'a sani ba