فانتهز الأخ المفضال والصديق الوفي الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ بارك الله فيه الفرصة ونوه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وأثرها في الإصلاح وشدة الحاجة إلى نشرها وتيسير الانتفاع بها وبالأخص كتاب العقود الذي لم يطبع من قبل ذلك والذي حصلت نسخته النادرة السالفة الذكرى لي فبادر سمو الأمير المبجل منصور أدام الله توفيقه وأطال في حياته في خير العمل ووجه القول إلي إني مستعد أن أنفق على طبع كتاب العقود فإذا وصلت مصر بسلامة الله تعالى فاشرع في طبعه إن شاء الله فهتف الشيوخ بلسان واحد بالثناء على سمو الأمير المعظم والدعاء له بطول العمر ودوام التوفيق وإن هذه المسارعة من سمو الأمير منصور حفظه الله إلى نشر كتاب العقود ليس بالأمر الغريب فإنه ورث ذلك الحب للعلم وأهله والحرص على نشره من جلالة والده الملك عبد العزيز المعظم أطال الله حياته المباركة النافعة فإن جلالته قد سبق في هذه الغاية كل سابق وجلى فيها على كل مبرز بل إنه أمد الله في حياته لخير الإسلام والمسلمين قام في نشر علم السلف بما لم يقم به أحد من الملوك فجزاه الله عن ذلك أحسن الجزاء وأثابه أفضل المثوبة وجعل من أنجاله أصحاب السمو الأمراء قرة عين لجلالته ولكل العرب والمسلمين وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي ولي العهد المعظم الأمير سعود فإنه بحق أمير العلماء وعالم الأمراء أدام الله على الجزيرة العربية ظل آل سعود الوارف وأيدهم بروح من عنده وسددهم في سبيل الإصلاح وهدانا وإياهم صراطه المستقيم.
فلما عدت إلى مصر من الأراضي المقدسة بدأت في إعداد النسخة للطبع فكلفت الأخوين سليمان رشاد محمد مراقب جماعة أنصار السنة ومحمد رشدي خليل أمين صندوقها بنسخها ثم أخذت أبحث عن نسخة أخرى حتى تخرج النسخة أدق وأصوب ولتتميم النقص الذي أكلته الرطوبة والعث من نسختنا فكتبت إلى الأخ السلفي البحاثة الشيخ ناصر الدين الأرناؤطي بدمشق أطلب إليه معاونتي في العثور على نسخة أخرى فكتب إلي أن عند آل الشطي الأمجاد نسخة جيدة سليمة فأرسلت إليه النسخة بالطائرة فراجعها مراجعة دقيقة وكمل مواضع النقص فيها وعندئذ اطمأننت إلى أني أستطيع أن أخرج الكتاب النفيس باسم «نظرية العقد» على الوجه الذي أطمئن إليه فشرعت في الطبع مستعينا بالله سبحانه وتعالى.
وفي أثناء الطبع شرف حضرة صاحب السمو الملكي الأمير منصور حفظه الله القاهرة فلما تشرفت بزيارته سألني عما تم في طبع كتاب العقود فأخبرت سموه أني في عودته الميمونة إن شاء الله سأتشرف بتقديم الكتاب إلى سموه مطبوعا على الوجه الذي يحبه ويسره فسر لذلك وأوصاني بالجد والإسراع.
Shafi 5