النظرات السبع‏

النظرات السبع‏

النظرات السبع

النظرات السبع

تأليف

أبو الإقبال اليعقوبي

تحقيق

توفيق أبو المحاسن اليعقوبي

سوانح، وخواطر، وذكريات، وأناشيد في العروبة الصادقة، والقومية الحقة، والوطنية الصحيحة.

تقديم

Shafi da ba'a sani ba

بقلم عبده فراج

هذه ألحان عذبة من الشعر الوطني أجادت توقيعها قيثارة الشاعر العاطفي والعالم الجليل المرحوم أبي الإقبال اليعقوبي شاعر فلسطين ومفتي يافا سابقا.

ولقد سرت في نفسي وأنا أترنم بما ترنم به هذا الفاضل المبدع حرارة حبه لوطنه ودينه وقومه؛ فكأنما كان الشاعر يتنبأ بما سوف تلاقيه بلاده من محنة ويلاقيه أهلوها من عذاب وتشريد. وحيثما قرأت شعره تلمس لهفة الابن الرحيم يحاول أن يدرأ عن وطنه وقومه عاديات الزمن الغادر.

فهل درت روحه الشاعرة الملهمة في عالمها الآخر أن ما كان يخافه على بني وطنه قد حل منه على أولاده وفلذات أكباده أوفى نصيب؟

إن بؤس مهاجري فلسطين عامة أجل وأشهر من أن يحكى، ولكن ما انحدر إليه سراتهم وكرماؤهم، وفيهم أبناء هذا الرجل الوطني النبيل، إنما هو درك يجلب الدوار لمن يصوره للناس أو يتصوره. وبحسبك أن توقن أن هذا الكتيب بات وحده عائلا لأسرة سلبت منها في فلسطين ضياعها والقصور! فيا لسخرية القدر إذ يستنسر في فلسطين البغاث، وإذ تمكن الخيانة والمؤامرة لبني إسرائيل أن يصنعوا بسادات العرب ما صنعوا!

بيد أن الرواية لم تتم فصولا! وليس العرب ممن يغمضون على القذى أعينهم، ولا هم ممن يضام بينهم طالب المروءة والمرحمة، بل إن لهم أسوة فيما أكرم به أنصار المدينة مهاجري مكة، وكان إكراما له ما بعده.

فإلى معشر العرب والمسلمين والمصريين أقدم هذا الكتيب، وأروي قصته. وإن في انتشاره بين الناس لمتعة وعبرة ومكرمة وقرضا حسنا. وقليل من الكتب ما هو حامل إلى مشتريه وبائعه كل هذه المعاني والثمرات.

صورة الناظم المغفور له الأستاذ الشيخ سليم اليعقوبي وبجواره صديقه أمير البيان المغفور له شكيب أرسلان، وفي الوسط الأستاذ رشاد اليعقوبي أحد أنجال الناظم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد، فالنظرات السبع، نفثات رائعة جيدة، على طراز بديع جديد، من روائع الشعر الاجتماعي الأخلاقي السياسي، ذات حوادث ووقائع وأناشيد عربية وطنية فلسطينية، لم ينظم على طرازها حتى اليوم.

Shafi da ba'a sani ba

جاد بها «حسان فلسطين» شاعرها الأوحد وبلبلها الغريد؛ والدي العلامة الأستاذ «أبو الإقبال اليعقوبي» مفتي يافا السابق؛ ذلك حسبما أوحت إلى ضميره الحي عروبته وقوميته ووطنيته. وقد ضمنها أكثر «رباعياته» التي يتغناها اليوم شباب فلسطين، والتي ستنشر على حدتها عن قريب. فجاءت تحفة من أبدع التحف، وطرفة من أرق الطرف. وما يريد بها إلا تجديد الذكريات، في الناشئين والناشئات؛ حتى يكونوا على ما كان عليه صفوة الآباء والأمهات، في الأيام الماضية، والعصور الخالية.

ولقد شرحت بعض ألفاظها، لا لغموض فيها؛ فإنها من السهل الممتنع؛ وإنما لتكون سهلة المأخذ على الناشئ مثلي، ممن يود أن يشدو بذكريات وطنه وبني قومه.

فإذا صادفت من الناطقين بالضاد قبولا، وكان لها شأنها في كل بلد عربي، وغض الشباب الغض عن قصوري في الشرح - وهو باكورة عملي - فذلك الهدف الذي نرمي إليه، والضالة التي ننشدها، وإلا فقد سرى «بلبل فلسطين» عن نفسه وأرضى ضميره، وقمت أنا ببعض ما يجب علي، وعلى الله قصد السبيل.

ابن الناظم

أبو المحاسن اليعقوبي

النظرات السبع

في عروبتي، في قوميتي، في وطني

النظرة الأولى

لي فلسطين

1

Shafi da ba'a sani ba

وما

مثلها منذ القدم

إن فيها حرما

2

أنا عنه لم أنم

رغم

3

من فيه استبد

4

أو ظلم

Shafi da ba'a sani ba

وطني، لا حرموني وطني

منبت

5

الإيمان بالله العظيم

ما ترى من ملحد

6

أو وثني

7

فيه أو من مؤمن غير

8

Shafi da ba'a sani ba

حكيم

سنن

9

العرب وما من سنن

مثله في نشئه

10

الغض

11

قويم

لست أنسى ما له من منن

Shafi da ba'a sani ba

12

في، أو في العرب من كل كريم

بعث

13

الله به عهد

14

الكرم

مولدي فيه، وحسبي

15

مولدي

Shafi da ba'a sani ba

في ديار كل ما فيها حميد

وبها من عهد نوح محتدي

16

وبذاك المحتد المجد وطيد

17

فلأصغ

18

شعري وشعري في يدي

في رباها

19

Shafi da ba'a sani ba

حيث يحلو لي القصيد

فهناك الأنس في الروض الندي

20

يجعل الشاعر في خلق جديد

لم ينل

21

من صفوه الجد،

22

العدم

23

Shafi da ba'a sani ba

مهبط

24

الوحي

25

فلسطين، وما

في ربوع

26

الغرب للوحي سبيل

وبها للحسب

27

Shafi da ba'a sani ba

الأسمى حمى

28

وإليها يرجع المجد الأثيل

29

إنني ما زلت فيها مغرما

وفؤادي عن هواها لا يميل

وأنا في حبها لن أغرما

30

إنما الغارم

31

Shafi da ba'a sani ba

في الحب الدخيل

32

والذي لم يك

33

من جند الحرم

ما فلسطين، وفيها المكرمات

34

غير أفق فيه للحق شروق

35

وبنوها ما بهم من نكرات

Shafi da ba'a sani ba

36

تألف المنكر، أو تهوى المروق

37

خصها الله ببأس

38

وثبات

يصرفان السوء عنها، والفسوق

39

وعلى الشرق وكل الكائنات

لغطاريف

Shafi da ba'a sani ba

40

فلسطين حقوق

ومساع

41

ذات ذكرى،

42

وهمم

43

تلك مرمى

44

Shafi da ba'a sani ba

المخلصين الأوفياء

من بني أحمد والهادي المسيح

نبت الإخلاص فيها، والوفاء

وثبات الجأش

45

والرأي الصحيح

وهناك الفصحاء البلغاء

وكفاها كل ذي قول فصيح

وجميع العرب فيها صرحاء

ومن الصفوة

Shafi da ba'a sani ba

46

في الناس الصريح

إنه بالحزم

47

في الرأي، اعتصم

48

لا تلمني إن أكن فيها أهيم

49

ما على الهائم

50

Shafi da ba'a sani ba

فيها من ملام

فهي مهد الضاد

51

من عهد قديم

وبنو الضاد هم القوم الكرام

قسما بالله، والذكر

52

الحكيم

ما لمثلي في سواها من هيام

وهب الله لي القلب السليم

Shafi da ba'a sani ba

في هواها، واصطفاني للسلام

وحباني

53

وبني الضاد النعم

أنا مذ أولعت

54

فيها ذو هوى

لم تصب

55

مني ولا منه الهموم

Shafi da ba'a sani ba

غير أني لم أكن ممن غوى

56

فيه، أو ممن هواه لا يدوم

والهوى يخلق في النفس قوى

يستمد القلب منها ما يروم

لا رمى الله محبا بنوى

57

ما المحب الصادق الحب ظلوم

إنما الظالم من خان الذمم

58

Shafi da ba'a sani ba

لم أكن في غيرها ذا شغف

59

ولقلبي وحده كان الغرام

وبحسبي

60

في رباها كلفي

61

ولو اني، دون غيري، في سقام

إن تسل، أو لا تسل عن دنفي

62

Shafi da ba'a sani ba