93

[شبهة وجوابها حول كلام الله تعالى]

قال في مختصر العقيدة الواسطية: إن الله متكلم بكلام قديم النوع، حادث الآحاد، وأنه لم يزل يتكلم بحرف وصوت...إلخ.

والجواب: أن قولهم هذا مناقضة، إذ أن النوع الموجود في الخارج هو عبارة عن جمع آحاده، فإذا كانت الآحاد محدثة، فإن جملتها محدثة.

والكلام المشتمل على الحروف والأصوات محدث، بدليل ترتب بعضه على بعض، توجد الكلمة بعد الكلمة، والحرف بعد الحرف، وهذا لا يشك عاقل في حدوثه.

وقولهم: إن الله تعالى لم يزل يتكلم بحرف وصوت، رجم بالغيب ولا

فائدة في التكلم في الأزل، إذ فائدة الكلام إفادة المخاطب وإعلامه، ولا مخاطب في الأزل، والله تعالى حكيم لا يفعل العبث.

[شبهة أخرى وجوابها في كلام الله تعالى]

وفي المختصر أيضا قوله: والكلام صفة ذات من حيث تعلقها بذاته، وصفة فعل من حيث كانت متعلقه بالمشيئة والقدرة.

والجواب: أن هذه مناقضة أيضا، فمعنى أنه صفة ذات: أنه قديم، ومعنى صفة فعل: أنه محدث، إذ أفعاله تعالى محدثة.

نعم، الذي تدل عليه الأدلة أن القرآن فعل فعله الله تعالى كسائر أفعاله، قال تعالى: ((وكلم الله موسى تكليما)) [النساء: 164]، فالكلام فعل، والله سبحانه هو فاعله.

وقول صاحب المختصر: إنه صفة ذات باطل:

أولا: بما أورده هو نفسه من أن الكلام صفة فعل من حيث تعلقه بالمشيئة.

ثانيا: عدم دليل يدل على ذلك، بل قد قام الدليل على بطلانه، وهو ما قدمنا أن الكلام فعل من أفعال الله تعالى.

Shafi 93