إذا فالاختلاف والتفرق معصية كبيرة، بدلالة وعيد القرآن، ولا يتسع المقام لتفصيل أدلة ذلك، وإذ قد قامت الدلالة على أن أهل البيت مع الحق والحق معهم، وأنهم طائفة الحق الظاهرة، وأن الاختلاف والتفرق من كبائر العصيان، فإذا جماعة أهل البيت جماعة الحق، التي لا يجوز التفرق عنها ومخالفتها، والمسلمون جميعا متفقون جملة، ومختلفون تفصيلا، مع العلم أنهم معترفون أن هناك طائفة واحدة على الحق، وكل يدعي أنه تلك الطائفة، ولهم في دعاويهم شبه واهية مذكورة في كتب الكلام مع الرد عليها، كينابيع النصيحة والأساس وغيرها، غير أن طائفة الزيدية أثبتت دعواها بالأدلة المتكاثرة، والحجج المتظاهرة المتظافرة، مع أنه يكفي لإثبات دعواها حديث الثقلين الذي روته وصححته تلك الطوائف المختلفة.
[من هم أهل البيت المذكورون في حديث الثقلين]
هم أهل الكساء وما تناسل منهم، بدليل حديث الكساء المروي عند جميع المسلمين، وإن شئت فانظر تخاريجه في شرح الغاية للحسين بن القاسم، وتفاسير القرآن العظيم عند قوله تعالى ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) [الأحزاب: 33].([3])
وأيضا فإنا لم نعلم أحدا من علماء الأمة قديما وحديثا ادعى أن المراد بحديث الثقلين نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألبتة.
Shafi 3