209

Nailul Ma'arib

نيل المآرب بشرح دليل الطالب

Editsa

محمد سليمان عبد الله الأشقر

Mai Buga Littafi

مكتبة الفلاح

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1403 AH

Inda aka buga

الكويت

وإنْ لم يُسْقُوا في أوّلِ مرة (عادوا ثانيًا و) كذا يعودون (ثالثًا) إن لم يُسْقُوا ثانيًا، لأن ذلك أبلغُ في التضرُّع.
وإن سُقُوا قبل خروجِهم فإن كانوا تأهَّبُوا للخروجِ خَرجُوا وصلَّوْا صلاةَ الاستسقاءِ شكرًا، وإنْ لم يكونوا تأهّبوا للخروج لم يخرجُوا، وشكروا الله تعالى، وسألوه المزيد من فضله.
[ما يسن لنزول المطر]
(ويسنُّ الوقوف في أوّل المَطَرِ، والوضوءُ) منه (والاغتسالُ منه، واخراجُ رحله) وهو ما يَسْتَصْحِبُ من الأثاث (وثيابِهِ، ليصيبها) الماء، لما رُوِيَ أنه ﷺ كان يقول إذا سال الوادي: "اخرُجوا بنا إلى هذا الذي جعلَهُ الله لنا طهورًا فنتطهَّرَ به" (١)
(وإن كثُر المطر حتى خيفَ منه سُنَّ قول: "اللهُمَّ حوالَيْنَا ولا عَلَيْنَا اللهُم على الآكامِ) بفتح الهمزة (٢) وهي ما علا من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلًا، وكان أكثرَ ارتفاعًا مما حوله. وقال مالك: الآكامُ الجبال الصغار. وقال الخليل: وهي حجرٌ واحد (٣) (والظّرابِ) هي الرابية الصغيرة (وبطونِ الأودية) الأماكنُ المنخفضة (ومنابِتِ الشجر) أصولُها لأنه أنفعُ لها (ربنَا ولا تحمِّلْنا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) أي لا تكلفنا من الأعمال ما لا نطيق. وقيل: هو حديثُ النَّفْسِ والوسوسة. وقيل: العِشْقُ. وقيل: شماتة الأعداء. وقيل: هي الفِرقةُ والقطيعة، نعوذ باللهِ من جميع ذلك

(١) حديث "كان يقول إذا سأل الوادي: أخرجوا بنا .. الخ" رواه أحمد ومسلم وأبو داود والبيهقي (إرواء ٣/ ١٤٤)
(٢) الأولى أن يقول: بمدّ الهمزة. لأن جمع الأكَمَةِ إكامُ وآكام.
(٣) المشهور عند أهل اللغة أن الأكمة حجارة مجتمعة، أو مرتفع غليظ لا يبلغ أن يكون حجرًا. وانظر (اللسان).

1 / 214