292

Nawahid Abkar

نواهد الأبكار وشوارد الأفكار = حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي

Mai Buga Littafi

جامعة أم القرى

Inda aka buga

كلية الدعوة وأصول الدين

لما كان من لوازم الإيمان التصديق قالوا: الإيمان هو التصديق. قال: ولا يكون التصديق إلا عن علم، ولذلك قال تعالى (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [سورة الزخرف ٨٧]. فالإيمان اسم لثلاثة أشياء، علم بالشيء، وإقرار به، وعمل بمقتضاه إن كان لذلك المعلوم عمل كالصلاة، والزكاة، هذا هو الأصل، ثم قد يستعمل في كل واحد من هذه الثلاثة، فيقال: فلان مؤمن، أي أنه مقر بما يحقن دمه وماله، ولذلك حكم رسول الله ﷺ على الجارية حين سألها ما سألها، ثم قال: " أعتقها فإنها مؤمنة " (١) ويقال: مؤمن ويراد به أنه يعرف الأدلة الإقناعية التي يحصل معها سكون النفس، وإياه عنى ﷺ بقوله: (من قال لا إله إلا الله موقنًا دخل الجنة " (٢) ويقال: مؤمن، ويعنى به أنه يسكن قلبه إلى الله من غير أن يلتفت إلى شيء من العوارض الدنيوية، وإياه عنى بقوله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) (٣) [سورة الأنفال ٣]. قوله: (ومن أخلّ بالإقرار فهو كافر) قال الشريف: أي مجاهر بكفره، بخلاف المنافق فإنه كافر يخفي كفره (٤). وقال الطيبي: فيه نظر (٥) قال الإمام: من عرف الله بالدليل ولم يجد من الوقت ما يتلفظ بكلمة الشهادة هل يحكم بإيمانه؟ وكذا لو وجد من الوقت ما أمكنه التلفظ به (٦).

1 / 293