Nawadir Usul
نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم
Bincike
عبد الرحمن عميرة
Mai Buga Littafi
دار الجيل
Inda aka buga
بيروت
﵁ حِين ذكر لَهُ فتاني الْقَبْر كَأَنَّهُ غاظه ذَلِك من فعل الفتانين فَفَزعَ إِلَى الله تَعَالَى وَسَأَلَ الرَّسُول ﷺ فَإِنَّمَا كَانَ يجد الْخَبَر من الْغَيْب على لِسَانه أترد إِلَيْنَا عقولنا فَلَمَّا قَالَ نعم كهيئتكم الْيَوْم أنطقته الجرأة الدَّالَّة لَا جرْأَة الحماقة وجرأة الدَّالَّة من الْيَقَظَة والمعرفة وجرأة الحماقة من الْجَهْل والغفلة فَقَالَ فَفِي فِيهِ الْحجر أَي أَنه إِذا كَانَ عَقْلِي الَّذِي معي الْيَوْم يرد عَليّ كَهَيْئَته الْيَوْم معي أسكته بِحسن الْجَواب فَكَأَنِّي ألقمته الْحجر أَي بجوابي وَبِمَا أعطي من سُلْطَان الْحق ونفاذ بَصِيرَة الْعقل لِأَنَّهُ نظر فَوَجَدَهُ كَأَنَّهُ أعطي سُلْطَان الامتحان وَنظر إِلَى نَفسه فَوَجَدَهُ قد أعطي سُلْطَان الْحق ونوره فَلم يبال بِهِ وَخلق خلقَة مُنكرَة وَسمي مُنْكرا لذَلِك وسمى صَاحبه نكيرا وَقد وصفهما رَسُول الله ﷺ فَقَالَ أعينهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف وشعورهما تَحت أقدامهما يحفران الأَرْض بأنيابهما فَإِذا كَانَ فِي الْقلب من سُلْطَان الْمعرفَة مَا لَا يهاب مُلُوك الدُّنْيَا وسائرها مَا ينفر مِنْهُ الْقُلُوب فَإِنَّهُ لَا يهاب مُنْكرا ونكيرا وَقَالَ عمر ﵁ فِي رِوَايَة إِذا أكفيهما يَا رَسُول الله
وَعَن عبد الله بن عمر ﵄ أَنه خرج فِي سفر لَهُ فَإِذا الْجَمَاعَة على طَرِيق فَقَالَ مَا هَذِه الْجَمَاعَة قَالُوا أَسد قطع الطَّرِيق قَالَ فَنزل وَمَشى إِلَيْهِ حَتَّى قفده بِيَدِهِ ونحاه عَن الطَّرِيق ثمَّ قَالَ مَا كذب رَسُول الله ﷺ قَالَ إِنَّمَا يُسَلط على ابْن آدم من خافه ابْن آدم وَلَو أَن ابْن آدم لم يرج إِلَّا الله لم يكله الله إِلَى أحد غَيره
وَحَدِيث ابْن عمر ﵄ يدل على أَن كلا إِنَّمَا يرد إِلَيْهِ عقله الَّذِي خرج بِهِ من الدُّنْيَا على تِلْكَ الْهَيْئَة وَبَين الْعُقُول تفَاوت فَإِذا كَانَ عقل الرجل وافرا فَاسْتَقْبلهُ هول من أهوال الدُّنْيَا من ذِي سُلْطَان أَو
1 / 176