أشرب على الورد من حمراء صافية
شهرا وعشرا وخمسا بعدها عددا
فلا يزال في صبوح وغبوق ما بقيت وردة، فإذا انقضى عاد إلى عمله، وأنشد:
فإن يبقني ربي إلى الورد أصطبح
وندمان صدق عارفين مقاميا
فقال المأمون: لقد نظر الورد بعين جليلة؛ فينبغي أن نعينه على هذه المروءة، وأمر أن يدفع إليه في كل سنة عشرة آلاف درهم.
يحيى بن أكثم والمأمون
قال يحيى بن أكثم: ماشيت المأمون يوما من الأيام في بستان مؤنسة بنت المهدي، فكنت من الجانب الذي يستره من الشمس، فلما انتهى إلى آخره وأراد الرجوع أردت أن أدور إلى الجانب الذي يستره من الشمس؛ فقال: لا تفعل، ولكن كن بحالك حتى أسترك كما سترتني. فقلت: يا أمير المؤمنين، لو قدرت أن أقيك حر النار لفعلت، فكيف الشمس؟! فقال: ليس هذا من كرم الصحبة. ومشى ساترا إياي من الشمس كما سترته.
المأمون والموبذ
حضر الموبذ عند المأمون وهو يكالمه؛ إذ وردت عليه خريطة من الحسن فيها أخبار العراق وموت ابن الموبذ، فقال المأمون: أحسن الله لك العوض وعليه الخلف. فأجابه بصالح الأدعية، فعجب المأمون وقال: أتدري ما أردت؟ قال: لا. قال: تعال إن ابنك مات. قال: قد علمت ذلك. قال: ومن أين علمت ذلك والخريطة الساعة وردت؟! قال: قد علمت ذلك يوم ولد وعلة موته وجوده.
Shafi da ba'a sani ba