إبراهيم باشا والحمار
رأى إبراهيم باشا يوما حمارا يأكل وإلى جانبه حماره، وعلى ظهر الحمار حمل ثقيل، فقال إبراهيم باشا للحمار: كم يأكل حمارك كل يوم؟ قال: ثلاث أقات شعير. فأمر فأتي بالشعير ووضع في معلف الحمار، ثم قال لمن حوله: ضعوا هذا الحمل على ظهر صاحبه. ففعلوا، فأخذ الحمار يستغيث من ثقل هذا الحمل، فقال له إبراهيم باشا: لأتركنك على ذي الحال حتى ينتهي الحمار من أكله، وإنك كما جازيت تجازى.
المتنبي والكتاب
امتدح المتنبي بعض أعداء صاحب مملكته، فبلغه ذلك فتوعد المتنبي بالقتل، فخرج هاربا ثم اختفى مدة، فأخبر الملك أنه ببلدة كذا، فقال الملك لكاتبه: اكتب للمتنبي كتابا ولطف له العبارة واستعطف خاطره وأخبره أني رضيت عنه وأمره بالرجوع إلينا، فإذا جاء إلينا فعلنا به ما نريد. وكان بين الكاتب والمتنبي مصادقة في السر، فلم يسع الكاتب إلا الامتثال، فكتب كتابا ولم يقدر أن يدس فيه شيئا؛ خوفا من الملك أن يقرأه قبل ختمه، غير أنه لما انتهى إلى آخره وكتب: «إن شاء الله تعالى» شدد النون فصارت (إن)، وقرأه السلطان وختمه وبعث به إلى المتنبي، فلما وصل إليه ورأى تشديد النون ارتحل من تلك البلدة على الفور، فقيل له في ذلك! فقال: أشار الكاتب بتشديد النون إلى ما جاء في القرآن:
إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين (القصص: 20). «ثم كتب الجواب وزاد ألفا على آخر (إن)؛ إشارة إلى ما قيل:
إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها (المائدة: 24).
الأصمعي والرجل
قال الأصمعي: قلت لغلام حدث من أولاد العرب كان يحادثني فأمتعني بفصاحة وملاحة: أيسرك أن يكون لك مائة ألف درهم وأنت أحمق؟! قال: لا والله. فقلت: ولم؟ قال: أخاف أن يجني علي حمقي جناية تذهب بمالي ويبقى علي حمقي.
صباح أبي العتاهية
قيل لأبى العتاهية: كيف أصبحت؟ قال : على غير ما يحب الله، وعلى غير ما أحب، وعلى غير ما يحب إبليس! فقيل له في ذلك، فقال: لأن الله يحب أن أطيعه وأنا لست كذلك، وأنا أحب أن يكون لي ثروة ولست كذلك، وإبليس يحب مني المعصية ولست كذلك.
Shafi da ba'a sani ba