خرج عبد الله بن جعفر - وكان كريما - إلى ضيعة له، فنزل على نخيل قوم وفيها غلام أسود يقوم عليها، فأتى ومعه ثلاثة أقراص، ودخل كلب ودنا من الغلام، فرمى إليه بقرص فأكله، ثم رمى إليه بالثاني والثالث فأكلهما، وعبد الله ينظر، فقال: يا غلام، كم قوتك كل يوم؟ قال: ما رأيت. قال: فلم آثرت هذا الكلب؟! قال: ما هي بأرض كلاب، وإنه جاء من مسافة بعيدة خائفا فكرهت رده. قال: فما أنت صانع اليوم؟ قال: أطوي يومي هذا، قال عبد الله بن جعفر: ألام على السخاء وهذا أسخى مني! فاشترى الغلام وأعتقه بعد أن أتحفه بمال جزيل.
الإعجاب بالنفس خلل
خطب معاوية خطبة أعجبته، فقال: أيها الناس هل من خلل؟! فقال رجل من عرض الناس: نعم، خلل كخلل المنخل! فقال: وما هو؟ فقال: إعجابك بها ومدحك إياها.
أبو تمام والرجل
سمع بعضهم أبا تمام ينشد هذا البيت:
لا تسقني ماء الملام لأنني
صب قد استعذبت ماء بكائي
فجهز له إناء وقال: ابعث لي في هذا قليلا من ماء الملام! فقال له أبو تمام: لا أبعث حتى تبعث لي بريشة من جناح الذل.
الهيثم بن صالح وابنه
قال الهيثم بن صالح لابنه: يا بني، إذا أقللت من الكلام أكثرت من الصواب. فقال: يا أبت، فإن أكثرت وأكثرت (أي كلاما وصوابا)؟ فقال: يا بني، ما رأيت موعوظا أحق بأن يكون واعظا منك.
Shafi da ba'a sani ba