فقال الحارث: أما أنا فأكلت التمر وألقيت النوى، وأما أنت يا خالد فأكلته بنواه، فغضب خالد وكان لا ينازع، فقال: تنازعني يا حارث وقد قتلت قومك وتركتك يتيما في حجور النساء، فقال الحارث: ذلك يوم لم أشهده وحسبي ما أنا عليه الآن، فقال خالد: فهلا تشكر لي إذا قتلت زهير بن جزيمة وجعلتك سيد غطفان، قال: بلى أشكرك على ذلك، فخرج الحارث بن ظالم إلى بنت عفزر فشرب عندها وقال لها أنشدي:
تعلم أبيت اللعن أني فاتك
من اليوم أو من بعده بابن جعفر
أخالد قد نبهتني غير نائم
فلا تأمنن فتكي مدى الدهر واحذر
أعيرتني أن نلت منا فوارسا
غداة حراض مثل جنات عبقر
أصابهم الدهر الخؤون بخترة
ومن لا يقي الله الحوادث يعثر
فعلك يوما أن تنوء بضربة
Shafi da ba'a sani ba