مقتل البرامكة
قال إسماعيل بن يحيى الهاشمي: كنت مع الرشيد يوما من الأيام راكبا إلى الصيد فبينما نحن نسير إذ نظرنا إلى موكب بالبعد اعترضنا فقال لي: يا إسماعيل لمن هذا، فقلت لأخيك جعفر بن يحيى فالتفت يمينا وشمالا إلى من معه في موكبه فإذا هي شرذمة يسيرة، ثم نظر إلى الموكب الذي فيه جعفر فلم يره فقال: يا إسماعيل ما فعل جعفر وموكبه، فقلت: يا سيدي قد مضى في طريقه ولم يعلم بموضعك ، فقال: ما رآنا أهلا أن يزيننا بموكبه ويجملنا بجيشه، فقلت: العفو يا أمير المؤمنين لو علم بمكانك ما تعداك وما سار إلا بين يديك واعتذرت بما حضر لي من الكلام، ثم سرنا حتى انتهينا إلى ضيعة عامرة ومواش كثيرة وكان الطريق يدور عليها فدرنا حتى رأينا باب القرية، فنظر الرشيد إلى البيدر وإلى كثرة الغلال والمواشي ويسار أهلها فالتفت إلي وقال: يا إسماعيل لمن هذه الضيعة، قلت: لأخيك جعفر بن يحيى، فسكت ثم تنفس الصعداء ثم سرنا، ولم يزل يمر بكل ضيعة أعمر من الأخرى، وكلما مر وسألني عن ضيعة قلت: لجعفر بن يحيى، حتى سرنا ووصلنا إلى المدينة، فلما أردت وداعه والانصراف إلى منزله نظر إلى من كان حواليه نظرة فعلموا ما أراد، فتفرقوا وبقيت أنا وهو فقال: يا إسماعيل، قلت: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: انظر إلى البرامكة أغنيناهم وأفقرنا أولادنا وغفلنا أمرهم، فقلت في نفسي: بلية والله، ثم قلت: لماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: نظرت لهؤلاء وغفلت هؤلاء لأني لا أعرف لولد من أولادي ضيعة من مثل ضياعهم فإنك ترى ضياع البرامكة على طريق واحد قرب هذه المدينة، فكيف بما هو لهم غير ذلك على غير هذا الطريق في سائر البلدان؟ فقلت: يا أمير المؤمنين إنما البرامكة عبيدك وخدمك والضياع وأموالهم وكل ما يملكونه لك، فنظر إلي نظرة جبار عنيد ثم قال: ما عد البرامكة بني هاشم إلا عبيدهم وإنهم هم الدولة وأن لا نعمة لبني العباس إلا وهم أنعموا عليهم بها، فقلت: أمير المؤمنين أبصر من غيره بخدمه ومواليه، فقال: والله يا إسماعيل إنك لتعلم أني قلت هذا وكأني أراك أن تعلمهم بكلامي فتتخذ لك عندهم يدا، وإني أود تكتم هذا الأمر فإنه ما علم به أحد غيرك ومتى بلغهم شيء مما جرى علمت أنه ما أفشاه إلا أنت، فقلت: يا أمير المؤمنين أعوذ بالله أن يكون مثلي يفشي سرك، قال: وكان هذا القول أول ما ظهر من أمر البرامكة، ثم ودعته وانصرفت متفكرا في إيقاع الحيلة عنهم، فلما كان من الغد بكرت إليه وجلست بين يديه، وكان في محل يشرف على دجلة من شرق مدينة باب السلام وبإزائه، فنزل جعفر من الجانب الغربي، وكانت المواكب مع جميع الأصناف من قائد وأمير وعامل يردون في كل يوم إلى قصر جعفر، فالتفت إلي وقال: يا إسماعيل هذا ما كنا فيه بالأمس انظر كم على باب جعفر من الجيوش والغلمان والمواكب وأنا ما على باب داري أحد، فقلت: يا أمير المؤمنين ناشدتك الله أن لا تعلق نفسك بفكرك هذا وإن جعفرا إنما هو عبدك وخادمك ووزيرك وصاحب جيوشك إذا لم يكن الجيش على بابه فعلى باب من يكون؟ وإنما بابه باب من أبوابك، فقال: يا إسماعيل انظر إلى دوابهم ألست ترى أعجازهم إلى قصري وتروث بإزائنا ونحن ننظر إليها، والله هذا هو الاستخفاف بعينه، والله لا أصبرن على ذلك، ثم غضب غضبا شديدا وامتلأ غيظا فأمسكت عن الكلام وقلت: والله هذا قضاء من الله سابق وحكم لا محالة واقع، ثم استأذنته في الانصراف وعدت إلى منزلي، فلقيني جعفر في الطريق يريد الرشيد فتواريت عنه حتى مضى، فدخل إليه وسلم عليه فأجلسه عن يمينه وأكرمه غاية الإكرام وبش في وجهه وحادثه ساعة ووهب له خادما من خاصة خدمه وأنبلهم وأوضحهم وجها وأكملهم ظرفا كاتبا حاسبا لبيبا، فسر جعفر سرورا كاملا ووقع في قلبه أجل موقع، وكان دسيسا عليه وبلية لديه يرفع أخباره إلى الرشيد ويحصي عليه أنفاسه ساعة بساعة ووقتا بوقت، فخلا به جعفر يومه ذلك وليلته واحتجب من أجله عن الناس، فلما كان بعد ثلاثة أيام سرت إلى جعفر فسلمت عليه، فلما خلا مجلسه ولم يبق عنده غيري وذلك الخادم واقف فعلمت أن الخادم يحصي علينا أخبارنا، فقلت: أيها الوزير نصيحة أفتأذن لي في الكلام، وكان الرشيد ولاه كورة خراسان كلها وما يضاف إليها وما ينسب لها قبل هذا الكلام بأيام وخلع عليه وعقد له لواء وعسكرا بالنهروان، وضرب الناس مضاربهم بها وهم متأهبون للسفر، فقلت: يا سيدي أنت عازم على الخروج إلى بلدة كثيرة الخير واسعة الأقطار عظيمة المملكة فلو صيرت بعض ضياعك لولد أمير المؤمنين لكان أحظى لمنزلتك عنده، فلما قلت هذا نظر إلي مغضبا وقال: والله يا إسماعيل ما أكل الخبز ابن عمك أو قال صاحبك إلا بفضلي ولا قامت هذه الدولة إلا بنا، أما كفى أني تركته لا يهتم بأمر شيء من نفسه وولده وحاشيته ورعيته، وقد ملأت بيوت أمواله أموالا ولا زلت للأمور الجليلة أدبرها حتى يمد عينه إلى ما ادخرته وأخذته لولدي وعقبي من بعدي وداخله حسد بني هاشم ودب فيه الطمع، وقال: والله لئن سألني شيئا من ذلك ليكونن وبالا عليه سريعا، فقلت: والله يا سيدي ما كان مما ظننت شيء ولا تكلم أمير المؤمنين بحرف قال: فما هذا الفضول منك، فجلست بعدها هنيهة ثم قمت إلى منزلي ولم أركب إليه ولا إلى الرشيد لأني صرت بينهما في حالة شبهة، وقلت في نفسي: هذا الخليفة وهذا وزيره وأي شيء لي بالدخول بينهما، وعلمت عند ذلك أن الخادم الذي وهبه الرشيد لجعفر كتب إلى الرشيد بما كان بيني وبينه وما تكلم به من الكلام الغليظ.
فلما قرأ الكتاب وفهم الخبر احتجب ثلاثة أيام متفكرا في إيقاع الحيلة على البرامكة، فدخل في اليوم الرابع على زبيدة فخلا بها وشكا لها ما في قلبه وأطلعها على الكتاب الذي رفعه إليه الخادم، وكان بين جعفر وزبيدة شر وعداوة قديمة فلما تملكت الحجة عليه بالغت في المكر بهم واجتهدت في هلاكهم، وكان الرشيد يتبرك بمشورتها فقال: علي برأيك الموفق الرشيد فإني خائف أن يخرج الأمر من يدي إن تمكنوا من خراسان وتغلبوا عليها، فقالت: يا أمير المؤمنين مثلك مع البرامكة كمثل رجل سكران غريق في بحر عميق، فإن كنت قد أفقت من سكرتك وتخلصت من غرقتك أخبرتك بما هو أصعب عليك وأعظم من هذا بكثير، وإن كنت على الحالة الأولى تركتك، فقال: قد كان ما كان والآن أسمع منك، فقالت: إن هذا الأمر أخفاه عنك وزيرك وهو أصعب مما أنت فيه وأقبح وأشنع، فقال لها: ويحك ما هو؟ فقالت: أنا أجل من أن أخاطبك به ولكن تحضر أرجوان الخادم وتشدد عليه وتوهنه ضربا فإنه يعرفك الخبر، وكان الرشيد قد أحل جعفرا محلا لم يحله أخوه ولا أبوه وفوض له أن يرى كل جواريه سوى امرأته زبيدة فإنه لم يكن رآها، فلما فسد قلب الرشيد وعزم على هلاك البرامكة وجدت عليهم سبيلا ومالت على جعفر، وكان جعفر يدخل إلى الحريم في غياب الرشيد فلا يستترن منه وكان ذلك بأمر الرشيد.
وقيل: إنه كان للرشيد مجلس بالليل مع جعفر البرمكي فقال له يوما: لا يطيب لي ذلك إلا بمحضر أختي العباسة، ولكن لا يجوز إلا أن نكتب لك عليها لإباحة النظر من غير أن تقربها، فاتفقا على ذلك وعقد له عليها ثم أحضرها فكانت تحضر ذلك المجلس إلا أنه زاد غرامها وعشقها فيه، وكان لجعفر البرمكي امرأة تزين له الجواري كل ليلة، فجاءتها العباسة ورشتها بالمال فزينتها له وأدخلتها عليه فظن أنها جارية.
فلما أصبحوا قالت له: أنا العباسة وقد كنت أسألك أن تساعدني على مودتك فتأبى، فلما أيست منك احتلت عليك بما رأيت في هذه الليلة وإن لم تواظب لأكونن سببا في سلب نعمتك وهل أنت إلا زوجي؟
فطار السكر من رأس جعفر وقال لها: أهلكتني وأهلكت نفسك فوالله لقد بعتيني رخيصا.
فلما بلغ الرشيد الخبر خرج واستدعى بأرجوان الخادم وأحضر السيف والنطع وقال: برأت من المنصور إن لم تصدقني حديث جعفر لأقتلنك، فقال: الأمان يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم لك الأمان، قال: أعلم أن جعفرا قد خانك في أختك العباسة وقد دخل بها منذ سبع سنين وولدت منه ثلاثة بنين الأول له ست سنين والاثنان قد أنفذهما إلى مدينة الرسول
صلى الله عليه وسلم
وهي حامل بالرابع وأنت أذنت له بالدخول على أهل بيتك وأمرتني أن لا أمنعه في أي وقت شاء ليلا ونهارا، قال: أمرتك أن لا تحجبه فحين حدثت هذه الحادثة لم لم تخبرني ، ثم أمر بضرب عنقه وقام من وقته ودخل على زبيدة وقال لها: أرأيت ما عاملني به جعفر وما ارتكب من هتك ستري ونكس رأسي، وفضحني بين العرب والعجم، فقالت: هذه شهوتك وإرادتك عمدت إلى شباب جميل الوجه حسن الثياب طيب الرائحة جابر في نفسه، أدخلته على ابنة خليفة من خلفاء الله وهي أحسن منه وجها وأنظف منه ثوبا وأطيب منه رائحة لكنها لم تر رجلا قط غيره، فهذا جزاء من جمع بين النار والحطب، فخرج من عندها مكروبا، فدعا بخادمه مسرور وكان قاسي القلب فظا غليظا قد نزع الله الرحمة من قلبه فقال: يا مسرور إذا ادلهم الظلام فأتني بعشرة من أقوياء الفعلة ومعهم خادمان، قال: نعم، فلما كان بعد العتمة جاء مسرور ومعه الفعلة والخادمان، فقام الرشيد وهم بين يديه حتى أتى المقصورة التي فيها أخته فنظر إليها وهي حامل فلم يكلمها بشيء ولم يعاتبها على ما فعلت وأمر الخادمين بإدخالها في صندوق كبير في مقصورتها بعد قتلها، ووضعها بحليها وثيابها كما هي وقفل عليها، وقد علمت أنه بعد قتل أرجوان لاحقها به، فلما علم أنه استوثق بها دعا الفعلة ومعهم المعاول والزنابيل فحفروا وسط تلك المقصورة حتى بلغوا الماء وهو قاعد على كرسي ثم قال: حسبكم هاتوا الصندوق فدلوه إلى تلك الحفرة، ثم قال: ردوا التراب عليه، ففعلوا وسدوا الموضع كما كان، ثم أخرجهم وأقفل الباب وأخذ المفتاح معه وجلس في موضعه والفعلة والخادمان بين يديه ثم قال: يا مسرور خذ هؤلاء القوم وأعطهم أجرتهم، فأخذهم مسرور وجعلهم في حد السيف وضبط عليهم بعد أن أثقلهم بالصخر والحصى ورماهم في وسط دجلة ورجع من وقته، فوقف بين يديه فقال: يا مسرور، فعلت ما أمرتك به؟ قال: دفعت لهم أجورهم، فرفع إليه مفتاح البيت وقال: احفظه حتى أسألك عنه وامض الآن وانصب في المحل القبة التركية، ففعل ذلك ووافاه قبل الصبح ولم يعلم أحد ما يريد.
فلما جلس في مجلسه وكان عصر الخميس يوم موكب جعفر: قال: يا مسرور لا تتباعد عني، ودخل الناس فسلموا عليه ووقفوا على مراتبهم، ودخل جعفر بن يحيى البرمكي فسلم عليه، فرد عليه السلام أحسن رد ورحب به وضحك في وجهه وجلس في مرتبته، وكانت مرتبته أقرب المراتب إلى أمير المؤمنين، ثم حدثه ساعة وضاحكه فأخرج جعفر الكتب الواردة عليه من النواحي فقرأها عليه وأمر ونهى ومنع، وأنفذ الأمور، وقضى حوائج الناس، ثم استأذن جعفر في الخروج إلى خراسان في يومه ذاك، فدعا الرشيد بالمنجم وهو جالس بحضرته، فقال الرشيد: كم مضى من النهار، قال ثلاث ساعات ونصف، وحسب له الرشيد بنفسه ونظر في نجمه فقال: يا أخي هذا يوم نحوسك، وهذه ساعة نحس ولا أرى إلا أنه يحدث فيها حادث، ولكن تصلي الجمعة وترحل في صعودك وتبيت في النهروان، وتبكر يوم السبت وتستقبل الطريق بالنهار فإنه أصلح من اليوم، فما رضي جعفر بما قاله الرشيد حتى أخذ الإصطرلاب من يد المنجم وقام فأخذ الطالع وحسبه لنفسه وقال: والله صدقت يا أمير المؤمنين إن هذه الساعة ساعة نحس وما رأيت نجما أشد احتراما ولا أضيق مجرى من البروج في مثل هذا اليوم، ثم قام وانصرف إلى منزله والناس والقواد والخاص والعام من كل جانب يعظمونه ويبجلونه إلى أن وصل إلى قصره في جيش عظيم، وأمر ونهى وانصرف الناس، فلم يستقر به المجلس حتى بعث إليه الرشيد مسرورا وقال له: امض إلى جعفر وائتني به الساعة وقل له: وردت كتب خراسان، هذا دخل الباب الأول أوقف الجند، وإذا دخل الباب الثاني أوقف الغلمان، وإذا دخل الباب الثالث فلا تدع أحدا يدخل معه من غلمانه بل يدخله وحده، فإذا دخل في صحن الدار فمل به إلى القبة التركية التي أمرتك بنصبها، فاضرب عنقه وائتني برأسه، ولا توقف أحدا من خلق الله على ما أمرتك به ولا تراجعني في أمره، وإن لم تفعل ما ذكرت أمرت من يضرب عنقك ويأتيني برأسك ورأسه جملة، وفي دون هذا كفاية وأنت أعلم، وأسرع قبل أن يبلغه الخبر من غيرك. فمضى مسرور واستأذن على جعفر فدخل وقد نزع ثيابه وطرح نفسه ليستريح، فقال: سيدي أجب أمير المؤمنين، فانزعج وارتاع منه وقال: ويلك يا مسرور أنا في هذه الساعة خرجت من عنده فما الخبر؟ قال: وردت كتب من خراسان يحتاج أن تقرأها، فطابت نفسه ودعا بثيابه فلبسها وتقلد بسيفه وذهب معه، فلما دخل من الباب الأول أوقف الجند، وفي الثاني أوقف الغلمان، فلما دخل من الباب الثالث التفت فلم ير أحدا من غلمانه ولا الخادم الفرد، فندم على ركوبه تلك الساعة ولم يمكنه الرجوع، فلما سار بإزاء تلك القبة المضروبة في صحن الدار مال به إليها وأنزله عن دابته، وأدخله القبة فلم ير فيها إلا سيفا ونطعا فاستحس بالبلاء وقال لمسرور: يا أخي ما الخبر؟ فقال له مسرور: أنا الساعة أخوك وفي منزلك تقول لي: ويلك أنت تدري ما القضية وما كان الله ليهملك ولا لينفعك، فقد أمرني أمير المؤمنين بضرب عنقك وحمل رأسك إليه الساعة، فبكى جعفر وجعل يقبل يدي مسرور ويقول: يا أخي يا مسرور قد علمت كرامتي لك دون جميع الغلمان والحاشية، وإن حوائجك عندي مقضية في سائر الأوقات، وأنت تعرف موضعي ومحلي من أمير المؤمنين وما يوحيه إلي من الأسرار، ولعل أن يكونوا بلغوه عني باطلا وهذه مائة ألف دينار أحضرها لك الساعة قبل أن أقوم من موضعي هذا ودعني أهيم على وجهي، فقال: لا سبيل إلى الحياة أبدا، قال: توقف عني ساعة وارجع إليه وقل له: قد فرغت مما أمرتني به واسمع ما يقول وعد فافعل ما تريد، فإن فعلت ذلك وحصلت لي السلامة فإني أشهد الله وملائكته أني أشاطرك في نعمتي مما ملكته يدي وأجعلك أمير الجيش وأملكك أمر الدنيا، ولم يزل به وهو يبكي حتى طمع في الحياة، فقال له مسرور: ربما يكون ذلك، وحل منطقته وأخذها ووكل به أربعين غلاما من السودان يحفظونه، ومضى مسرور ووقف بين يدي الرشيد وهو جالس يقطر غضبا وفي يده قضيب الولع ينكت به في الأرض، فلما رآه قال له: ثكلتك أمك ما فعلت في أمر جعفر؟ فقال: يا أمير المؤمنين قد أنفذت أمرك فيه، فقال: فأين رأسه، فقال: في القبة، قال: فأتني برأسه الساعة، فرجع مسرور وجعفر يصلي وقد ركع ركعة فلم يمهله أن يصلي الثانية حتى سل سيفه الذي أخذه منه وضرب عنقه وأخذ رأسه بلحيته، فطرحه بين يدي أمير المؤمنين وهو يشخب دما.
Shafi da ba'a sani ba