صلى الله عليه وسلم : (تجافوا عن ذنب السخي فإن الله تعالى آخذ بيده). وقال: سادة الدنيا في الدنيا الأسخياء وفي الآخرة الأتقياء. وقيل: من بذل الدراهم أحبه الناس طوعا أو كرها، وقيل لحكيم: هل شيء خير من الدراهم؟ قال: معطيها. وقيل للحسن: كيف نزلت بالأطراف؟ فقال: هي منازل الأشراف يتناولون من أرادوا بالقدرة عليه ويتناولهم من أرادهم بالحاجة إليهم. وقيل لبعض من اتخذ دعوة: أسرفت، فقال: ليس في الشرف إسراف. وقال المزني: إذا أتاك ضيف فلا تدعه ينتظر ما ليس عندك وتمنعه ما هو عندك بل قدم إليه وأحضر، وقيل: الضيف إلى القليل العاجل أحوج منه إلى الكثير الآجل. وقال النبي
صلى الله عليه وسلم
لبعض نسائه: (آكلي ضيفك فالضيف يستحي أن يأكل وحده)، وقال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)، ونزل ضيف بجعفر بن أبي طالب متنكرا، فعاونه غلمانه عند نزوله، فلما أراد الارتحال لم يعنه غلام، فشكاهم فقال: إن غلماننا لا يعينون على الارتحال عنا. وقال ابن عون: ما رأيت أسخى بالطعام من الحسن وابن سيرين لأن الحسن يقول: الطعام أهون من أن يحلف عليه، وابن سيرين يقول: أقسمت لتأكلن. وقال ابن عباس: ما من داخل إلا وله حيرة فأبدؤه بالسلام،وما من مدعو إلى طعام إلا وله حشمة فأبدؤه بالملاطفة. وقيل: محادثة الإخوان تزيد لذة الضيف الآكل، وقال النبي
صلى الله عليه وسلم : (شركم من أكل وحده وضرب عبده ومنع رفده). وقيل لأعرابي: ممن أنت؟ قال: ممن لا يزجر وفودهم ولا يسر وقودهم، وسئل آخر. فقال: ممن يهتدي برأيه الصحب ويستدل بناره الركب. وقال أحدهم يصف قوما كراما: لهم نار وإربه الزناد قديمة الولاد تضيء لها البلاد ويحيا بها العباد. قال الأصمعي لبعض الأعراب: ما تعرفون من مكارم الأخلاق، قال: نضيء نارنا للضيف ولا تنبح كلابنا ونقريه وجوهنا قبل طعامنا. قال النبي
صلى الله عليه وسلم : (من كان عليه يد فليكافئ عليها فإن لم يفعل فليثنين عليه فإن لم يفعل فقد كفر النعمة). وقال البحتري:
يزيد تفضلا وأزيد شكرا
وذلك دأبه أبدا ودأبي
ولبعض الأدباء:
لأملأن لسان الشكر فيك فقد
أطلقته بفعال ملؤها كرم
Shafi da ba'a sani ba