خود رداح طفلة
ما الفحش من أخلاقها
ولقد ألذ حديثها
فأسر عند عناقها
ولم يزل عبد الله دنفا سقيما يقول فيها الشعر ويبكيها إلى أن بلغه أنها تزوجت برجل من بني نمير، فزاد حزنه ومات أسفا عليها.
عمرو بن كعب وعقيلة ابنة أبي النجاد
كان عمرو بن كعب يهوى ابنة عم له تدعى عقيلة، وكانت من أجمل نساء العرب وأوسعهن علما وأدبا، فشغف بها وزاد غراما والتياعا فخطبها إلى عمه، فطلب منه مهرا يعجز عنه، فأشار عليه بعض أصحابه بالخروج إلى أبرويز بن كسرى لما كان بين جدودهما من الوصلة، فلما ذهب في الطريق مر بعراف فاستعلم منه الأمر، فأخبره أنه ساع فيما لا يدرك، فعاد فوجد عمه قد زوج العقيلة لرجل من فزارة، فهام على وجهه إلى اليمامة. أما عقيلة فإنها بعد عقد الزواج أخذت تبدي لزوجها صدا وحقدا فخرج سائرا إلى حيث لا يدري، وأقامت العقيلة ببيت أبيها لا تتناول إلا الأقل من الطعام بقدر ما يمسك الرمق ودأبها البكاء على عمرو. أما عمرو فإنه ما زال هائما تائها من وجده شاخصا طرفه إلى السماء أياما، فوقف ذات يوم وقد أظلم الدجى وخلا المكان من الرقيب فتذكر عقيلة وما جرى، فأنشد:
إذا جن ليلي فاضت العين أدمعا
على الخد كالغدران أو كالسحائب
أود طلوع الفجر والليل قائل
Shafi da ba'a sani ba