فليس لي متأخر عنه ولا متقدم
أجد الملامة في هواك لذيذة
حبا لذكرك فليلمني اللوم
أشبهت أعدائي فصرت أحبهم
إذ كان حظي منك حظي منهم
وأهنتني فأهنت نفسي عامدا
ما من يهون عليك ممن يكرم
أسماء ومجيد
كان لسيد بني بشر ابنة بديعة الجمال، لطيفة القد والاعتدال يقال لها: أسماء، فسمعت ذات يوم بذكر فتى شاعر حسن الوجه، رائق الجمال يقال له: مجيد، فتشوقت إلى لقياه لتسمع كلامه وتختبر شعره ونظامه، فخرجت يوما مع بنات عمها إلى غدير قريب منه، فبينما هي بالانتظار إذا بمجيد مقبلا إليها بوجه يفضح البدر ويزهو على النجوم الحسان، فلما رأينه البنات هممن إليه وسلمن عليه وقلن له: أهلا وسهلا، فنحن بانتظارك مع سيدتنا، وكانت أسماء تزهو عليهن حسنا وجمالا، وقد تمايلت بغصنها الذابل بين أترابها العذارى فلاحت كالبدر بين الكواكب، فلما رآها عرفها ومال قلبه إليها طوعا لسحر أجفانها وعينيها، فسلم عليها وأنشد:
سلام على من جاورونا فأشرقت
Shafi da ba'a sani ba