232

Nawadir Cushshaq

نوادر العشاق

Nau'ikan

فحب انتهاك النفس في معرض الحب

ولعب إبراهيم الموصلي يوما بالشطرنج مع ابن زيدان صاحب البرامكة، فدخل عليهما إسحاق، فقال أبوه: ما استفدت اليوم؟ فقال: أعظم فائدة، رجل سألني: ما أفخم كلمة في الفم؟ فقلت: «لا إله إلا الله»، فقال أبوه إبراهيم: أخطأت، فهلا قلت دنيا ودينا، فغضب ابن زيدان وضرب إبراهيم الموصلي، وقال: ويحك أتكفر بحضرتي؟ فأمر إبراهيم غلمانه فضربوا ابن زيدان ضربا شديدا، فانصرف من ساعته إلى جعفر بن يحيى وحدثه الخبر، وعلم إبراهيم أنه قد أخطأ وجنى ذنبا، فركب إلى الفضل بن يحيى فاستجار به، فاستوهبه الفضل بن جعفر، فوهبه له، فانصرف وهو يقول:

إن لم يكن حب ذات الخال عناني

إذا فحولت في مسك ابن زيدان

فإن هذي يمين ما حلفت بها

إلا على الصدق في سري وإعلاني

حمدة بنت زياد الشاعرة

كانت فتاة جميلة شاعرة أديبة، كأن الأدب نقطة في حوضها، وزهرة من روضها، لها المنطق العذب، والكلام الحلو، والثغر الساطع الفتان، وكانت ذات مطارحة وأخلاق تحدث عن لطفها الزهر غب الأديم، ونم بمرآها على الحدائق ريح الصبا وساريات النسيم، ومما قالت في الغزل:

ولما أبى الواشون إلا افتراقنا

وما لهم عندي وعندك من ثار

Shafi da ba'a sani ba