171

يومئذ: " هجر رسول الله " انما هو عمر (204). ثم نسج على منواله من الحاضرين من كانوا على رأيه. وقد سمعت قول ابن عباس - في الحديث الاول (1) -: فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر (205) - أي يقول: هجر رسول الله - وفي رواية أخرجها الطبراني في الاوسط عن عمر (2) قال: لما مرض النبي قال: ائتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا. فقال النسوة من وراء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال عمر: فقلت: انكن صواحبات يوسف إذا مرض عصرتن أعينكن وإذا صح ركبتن عنقه ؟ قال: فقال رسول الله: " دعوهن فانهن خير منكم ". اه(206). وأنت ترى انهم لم يتعبدوا هنا بنصه الذي لو تعبدوا به لامنوا من الضلال وليتهم اكتفوا بعدم الامتثال ولم يردوا قوله إذ قالوا: " حسبنا كتاب الله " حتى كأنه لا يعلم بمكان كتاب الله منهم، أو أنهم أعلم منه بخواص الكتاب وفوائده. وليتهم اكتفوا بهذا كله ولم يفاجئوه بكلمتهم تلك " هجر رسول الله " وهو محتضر بينهم وأي كلمة كانت وداعا منهم له صلى الله عليه وآله وكأنهم - حيث لم

---

(204) قول عمر ان النبي صلى الله عليه وآله ليهجر صرح به كل من: السبط بن الجوزى في كتابه تذكرة الخواص ص 62 ط الحيدرية، وأبى حامد الغزالي في كتابه سر العالمين وكشف ما في الدارين ص 21 ط النعمان. (1) الذى أخرجه البخاري عن عبيد الله بن عبدالله بن مسعود عن ابن عباس، وأخرجه مسلم أيضا وغيره (منه قدس). (205) تقدمت مصادر الحديث تحت رقمي (199 و203) فراجع. (2) كما في ص 138 من الجزء الثالث من كنز العمال (منه قدس). (206) النساء خير من الرجال: راجع: عبدالله بن سبأ للعسكري ج 1 / 79، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 / 243.

--- [154]

Shafi 153