137

Nasraniyya

النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية

Nau'ikan

هو الكاسر العظمِ الأمينُ وما يشا ... من الأمر يجمعْ بينه ويفرقِ ومثله لسويد بن أبي ككاهل (شعرا النصرانية) ٤٣١: إنما يرفع الله ومن شاء وضع فهو من قول اله ﷿ (١ملوك: ٢: ٦ ٧): "الرب يميت ويحيي يحدر إلى الجحيم ويصعد الرب يفقر ويغني ويحط ويرفع". وجاء في سفر الأمثال (١٣: ٢٠): "مساير الحكماء يصير حكيمًا ومؤانس الجهال يصير شريرًا" يشبه قول طرفة: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي وقال عبد القيس بن خفاف (المفضليات ٧٥٠): الله فاتَّقين وأوف بنذره ... وإذا حلفت مماريًا فتجلل اقتبسه من سفر الجامعة (١٢: ١٣): "اتق الله واحفظ وصاياه" ومن المزامير (٤٩: ١٤): "أوف لعلي نذورك" ومن سفر الخروج (٢٠: ٧): "لا تحلف باسم الرب إلهك باطلًا فإن الرب لا يزكي من يحلف اسمه باطلًا". وورد في شعر المرقش الأكبر (شعراء النصرانية ص٢٨٦): وكذاك لا خيرٌ ولا ... شرٌ على أحد بدائم قد خط ذاك في الزبو ... ر الأوليات القدائم يشير إلى المزمور المئة والواحد حيث يقول داود للرب: "أن الأرض والسماوات تزول وأنت تبقى وكلها تبلى كالثوب، وأنت أنت وسنوك لن تفنى" ومثل هذا قول أمية بن أبي الصلت (شعراء النصرانية ٢٩٨): ونفني ولا يبقى سوى الواحد الذي ... يمت ويحي دائبًا ليس يمد ومما اقتبسه لبيد من سفر الجامعة قوله: ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل ومن مقتبسات لبيد من الأسفار المقدسة (دانيال ٤: ٣٢ وخروج ٣٣: ١٣) قوله: إنَّ تقوى ربنا خير نفلْ ... وبإذن الله ريثي وعجلْ أحمدُ الله ولا ندَّ لهُ ... بيديه الخيرُ ما شاء فعلْ ن هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البالِ ومن شاء أضلْ وقال أفنون (شعراء النصرانية ١٩٣): لعمرك ما يجير امرؤٌ كيف يتقي=إذا هو لم يجعل له الله واقيًا وقال الآخر: إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى=فأول ما يجني عليه اجتهاده وقال علي في المعنى (ص٤): توكل على الله يكفك، وهذا كثير في الأسفار المقدسة، قال في المزامير (٥٤: ٢٣): "ألقي على الرب همك وهو يعولك". وقال (١٢٦: ١): "وإن لم يبن الرب فباطلًا يتعب البناؤون". وقال بطرس في رسالته الأولى (٥: ٧): "ألقوا عليه همكم فهو يعتني بكم". وفي ديوان حاتم الطائي قوله (شعر النصرانية ص١٢١): كلوا الآن من رزق الإله وأيسروا ... فإنَّ على الرحمان رزقكمُ غدا هو كقول المخلص في إنجيل متى (٦: ٣٤): "لا تهتوا بشأن الغد فالغد يهتم بشأنه". وقد اقتبس أميَّة بن الصلت تسابيحه من تسبيح الثلثة الفتية (دانيال ف٣) فقال (شعراء النصرانية ٢٢٧): تسبحه الطيرُ الجوانحُ في الخفى ... وإذا هي في جو السماء تصعد ومن خوف ربي سبح الرعد فوقنا ... وبَّحة الأحجار والوحش أبَّدا وسبَّحه النينان والبحر زاخرًا ... وما طمَّ من شيء وما هو مقلدُ واستمد من سفر حزقيال (ف١٠) وصف الملائكة فقال: ملائكةٌ لا يفترون عبادةً ... كروبية منهم ركوعٌ وسجَّد ومنهم ملفٌ في الجناحين رأسه ... يكادُ لذكرى ربًّه يتفصد واقتبس الآخر اشعيا (٤٠: ١٨): "بمن نشبهون الله وأي شيء تعادلون به" فقال: وليس كمثل الله شيء ولا لهُ ... شبيهٌ تعالى ربنا أن يحددّا وشبه داود في المزامير (٣٢: ١٤) واشعيا في سفر نبوته (٤٠: ٢٤) زعماء الأرض بعصافة يتلاعب بها الريح فأخذ التشبيه الحريث بن عناب (الأغاني ١٤: ١٠٢) فقال: كأنّها ريشةٌ في أرض بلقعة=من حيثما وجهتها الريحُ تنصرف وجاء في الأغاني (٢: ٥٠) إن كعب الأحبار سمع رجلًا ينشد بيت الحطيئة: من يفعل الخير لم يعدم جوازيه ... لا يهذبُ العرفُ بين الله والناس فقال: والذي نفسي بين يديه أن هذا البيت المكتوب في التوراة، قال لعمري والذي صحّ عندنا في التوراة: "لا يذهب الهرب بين الله والعباد" والشطر الأول ورد في رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس (٦: ٨): "مهما عمل كل واحد من الخير فسيناله من الرب". واقتبس الحطيئة أيضًا من الكتاب المقدس قوله: ولست أرى السعا ... ة جمع مالِ ولكنَّ التقيَّ هو السعيد

1 / 137