100

Nasraniyya

النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية

Nau'ikan

وكتبوا أيضًا على الألواح (واللوح) كل صفيحة عريضة من خشب أو عظم كالكتف كانوا يكتبون عليها، وقد ورد في القرآن: "في لوح محفوظ". (والرقيم) اللوح من الرصاص قال أمية بن أبي الصلت يذكر اللوح الذي كان مع أصحاب الكهف حيث رقم نسبهم وأسماؤهم ودينهم (البيذاوي طبعة ليدن ص٥٥٥) . وليس بها إلاَّ الرَّقيمُ مجاورًا ... وصيدهمُ والقومُ في الكهف هجَّدُ وسموا مجوع الأوراق المكتوبة (كتابًا) قال زهير في معلقته عما يخفى في قلوب البشر فيدينه الله في الآخرة: يؤخَّر فيوضع في كتابٍ فيدَّخر ... ليوم الحساب أو يعجَّلْ فينقمِ وقال عدي بن زيد الشاعر النصراني في الإنجيل (شعراء النصرانية): ناشدتنا بكتاب الله حرمتنا ... ولم تكن بكتاب الله ترتفع ودعوا الكتاب (بالقط) جمعه القطوط وهو في الأصل الجلد الذي يكتب عليه وقال أمية يذكر قومه بني أياد (التاج ٥: ٢٠٩): قوم لهم ساحة العراق إذا ... ساروا جميعًا والقطُّ والقلمُ وقيل أراد بالقط هنا الإنجيل وقال مثله الأعشى: ولا الملكُ النعمانُ يومَ لقيتهُ ... بغبطتهِ يعطي القطوط ويأفقُ أي يمنح الصكوك للجوائز وكذلك (الصحيفة) فهي الكتاب أيضًا قال لقيط الإيادي (تاريخ ابن الأثير ١: ١٥٧): سلامٌ في الصحيفة من لقيطٍ ... إلى منْ بالجزيرة من إياد ويروى: "كتاب في الصحيفة"، وسموا الصحيفة (بالغلغلة) قالوا أنها الرسالة المنقولة من بلد إلى بلد، قال صخر الغي في الهذليات (ed، Kosegarten، P، ١٣): أبلغْ كبيرًا عني مغلغلةً ... تبرقُ فيها صحائفٌ جددُ فيها كتابٌ ذبر لمقترئٍ ... يعرفهُ البهمُ ومنْ حشدوا ومن أسماء الكتاب عندهم (المصحف) وردت في شعر امرئ القيس للدلالة على كتب الرهبان قال: قفا نبكي من ذكري حبيبٍ وعرفانِ ... ورسمٍ عفت آياتهُ منذ أزمانِ أتت حججٌ بعدي عليها فأصبحتْ ... كخط زبورٍ في مصاحفِ رهبانِ ومن أسماء الكتب (المجلة) قال ابن دريد في الأشتقاق (ص١٩٢): "المجلة الصحيفة يكتب فيها شيء من الحكمة" واللفظة آرامية، قال النابغة يذكر الكتب المقدسة التي كانت في أيدي بني غسان: (التاج ٧: ٢٦١) . مجلَّتهمْ ذات الإلهِ ودينهم ... قويمٌ فما يرجونَ غير العواقبِ ومثلها (السفر) للكتاب من التوراة والإنجيل وقد مرت، وكذلك سموا الكتاب (سجلا) كما ذكر في المخصص (٣١: ٨) وفي التاج (٧: ٣٧) والكلمة لاتينية (Sigillum) بمعنى الخاتم والكتاب المختوم، وقد عرفوا (القمطر) وهو ما يصان فيه الكتاب فانشدوا (التاج ٣: ٥٠٦) . ليس بعلمٍ ما يعي قمطرُ ... ما العلم إلاَّ ما وعاهُ الصدَّرُ وكما ذكروا الكتاب كذلك ذكروا (الخط) قال حسان بن ثابت (سيرة الرسول ص٤٥٤ ed، Wustenfeld) في رسوم الدار: عرفتُ ديار زينبَ بالكثيبٍ ... كخطِّ الوحيِ في الورق القشيبِ وكذلك قالوا في (السطر) أنه الخط والكتابة، واصل الكلمة من الآرامية. وروى في تاج العروس لبعضهم (٣: ٦٧٢): أني وأسطارٍ سطرنَ سطرًا=لقائلٌ يا نصرٌ نصرًا نصرا وقال الشماخ (اللسان ٥: ٢٢٩): كما خطَّ عبرانيةً بيمينهِ ... بتماءَ حبرٌ ثمَّ عرَّض أسطرا وكانوا يتخذون للكتاب سمة وديباجة حسنة وهو (العنوان) قال أبو دواد الأيادي (التاج ٩: ١٧٢): "لمن طللٌ كعنوان الكتاب". وكانوا يعنون بوشي الخط وتنميقه، قال علقمة بن عبدة (معجم ما استعجم للبكري ص٥٠٥): وذكَّنيها بعد ما قد نسيتها ... ديارٌ علاها وابلٌ متبعقُ بأكناف شمَّاتٍ كأنَّ رسومها ... قضيمُ صناعٍ في أديمٍ منمقِ وقال المرقش الأكبر وبه لقب مرقشًا: الدارُ قفرٌ والرسومُ كما ... رقشً في ظهر الأديم قلمْ وقال حاتم الطائي (الأغاني ٧: ١٣٢): أتعرفُ آثار الديار توهُّما ... كخطك في رقٍّ كتابًا منمنما وخص رؤية الإنجيل بالتوشية فقال (ed، Ahlwardt، P. ١٤٩): إنجيلُ أحبارٍ وحي منمنمهْ=ما خطَّ فيهِ بالمدادِ قلمهْ وأشاروا إلى بعض حروف الكتابة كقول مرار بن منقذ في وصف رسوم الدار يشبه بحرف اللام ما مثل منها: وترى منها رسومًا قد علتْ ... مثل خطَ اللام في وحي الزُّبرْ

1 / 100