كلام صحيح، لأن عمل كل أحد له حقيقة في الوجود حقيقة في العادة. فوجود منفعةالعمل أو مضرته، وألمه أو لذته، حقيقة شرعا يلقى ثوابه أو عقابه، وهو ايضا خبر لايدخله نسخ. وكذلك أخبر الله عن محمد ﷺ ﴿فقل لي عملي ولكم عملكم﴾ وقوله تعالى: ﴿فعلي اجرامي وأنا برئ مما تجرمون﴾ خبر عن قول نوح ﵇. وهذه كلها حقائق لاتدفع ولاترد. لكنه بقيفي الآية أنها إشارة (إلى المتاركة) وتنبيه على المسألة لمفهومها من الخطاب وقد نسخت المتاركةبالقتال فجاء النسخ في مفهوم الآية وفحواها لا في نصها ومعناها.
الآية الثامنة: قوله تعالى: ﴿فول وجهك شطر المسجد الحرام﴾ قال بعضهم، هي ناسخة لصلة النبي ﷺ إلى بيت المقدس وهو أول حكم نسخه اللهلرسوله ﵇، فتناولت على أحد الأقوال قوله: ﴿ولله المشرق والمغربفأين ما تولوا فثم وجه الله﴾ وليس بصحيح كما قدمناه
وإنما نسخت الأمر الواقع لرسول الله ﷺ بالتوجه الى بيت المقدس وهو أمر لمينقل قولا وأن كان قد وقع فعلا. أما أنه قد قال تعالى: ﴿ولكل وجهة هو موليها﴾ وذلك اشارة، على أظهر التأويلات، إلى الصلاة إلى بيت المقدستارة وإلى الكعبة أخرى، وفي الصحيح عن ابن عمر ﵄ ما لفظه: بينما الناس في الصبح بقباء، إذ جاءهم رجل فقال: قد أنزل الليلة قرآن فأمر أن
2 / 49