44

A Golden Advice to Islamic Groups

نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية

Editsa

مشهور حسن سلمان

Mai Buga Littafi

دار الراية

Shekarar Bugawa

1410 AH

Inda aka buga

الرياض

[حرمة الإِعتداء بغير حق]

وليس لأحدٍ من المعلِّمين أن يعتدي على الآخر، ولا يؤذيه بقول ولا فعل بغير حق؛ فإن الله تعالى يقول: ﴿والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً﴾(١). وليس لأحد أن يعاقب أحداً على غير ظلم ولا تعدّي حد ولا تضييع حق؛ بل لأجل هواه؛ فإن هذا من الظلم الذي حرم الله ورسوله؛ فقد قال تعالى: فيما روى عنه نبيّه ﷺ: ((يا عبادي! إني حرمت الظلمَ على نفسي وجعلته بينكم محرماً؛ فلا تَظَالموا))(٢).

[لا عقوبة إِلاَّ بِالشّرع]

وإذا جنى شخص فلا يجوز أن يعاقب بغير العقوبة الشرعيّة، وليس لأحدٍ من المتعلّمین والأستاذین أن يعاقبه بما يشاء، وليس لأحد أن يعاونه ولا يوافقه على ذلك، مثل أن يأمر بهجر شخص فيهجره بغير ذنب شرعي، أو يقول: اقعدته أو أهدرته أو نحو ذلك؛ فإن هذا من جنس ما يفعله القساوسة والرّهبان مع النّصارى والحزّابون مع اليهود، ومن جنس ما يفعله أئمة الضلالة والغواية مع أتباعهم. وقد قال الصِّدِّيق الذي هو خليفة رسول الله ﷺ في أمته: أطيعوني ما أطعتُ الله! فإن عصيتُ الله فلا طاعةً لي عليكم. وقد قال النبي ﷺ: ((لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق))(٣). وقال: ((من أمركم

(١) سورة الأحزاب: آية رقم (٥٨).
(٢) أخرجه مسلم في ((الصحيح)): (١٩٩٤/٤) وأحمد في ((المسند)): (١٥٤/٥، ١٦٠) عند أبي ذر رضي الله عنه.
(٣) أخرجه البخاري في ((الصحيح)): (٢٣٣/١٣) ومسلم في ((الصحيح)): (١٤٦٩/٣) وأبو داود في ((السنن)): رقم (٢٦٢٥) والطيالسي في ((المسند)): رقم (١٠٩) وأحمد في ((المسند)): (٩٤/١) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولفظه: ((لا طاعة للبشر في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف)). =

44