147

فخرج هي بن بي في جماعة قومه جرهم حتى أتى مكة ، فحاربته العمالقة ، فظفر بهم ، وقتلهم ونفاهم عنها ، وأقام بها هو وقومه ، وكتب ولايته على جبال مكة لتبقى على مر الأيام ، ولم تزل ولده يتوارثون ولاية أمرها آخرا عن أول حتى أوحى الله تعالى إلى خليله إبراهيم عليه السلام ، فنقل هاجر وولدها إسماعيل إلى مكة لما حصل على سارة من الغيرة بولادة إسماعيل ، فسار به وبأمه إلى مكة وأوصى جرهما به ، فقالوا : نحن نحوطه من كل مخلوق ، فلا تهتم بأمره فنشأ فيهم ونطق باللسان العربي بينهم ، وكان والده يزوره من بابل إلى مكة.

** فصل [في عمارة البيت العتيق وحجابته]

ثم لما أوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام بعمارة البيت العتيق عمرها (10) وجعل جرهما حفظة وقواما عليها ، وعلمهم سنن الحج ، ولما نادى بالحج كان أول من لباه أهل اليمن وجعل حجابة البيت لإسماعيل ، فلما توفي إسماعيل صارت حجابتها إلى الحارث بن مضاض بن عمرو ومعه ابن أخته نابت بن إسماعيل (11) معظم مكرم ، فأقاموا بها ما شاء الله ، ثم دخلها عمرو بن ربيعة (12)، وهو أبو خزاعة ، وأخرجهم منها ، وذلك بعد خروج الأزد من مأرب ودخولهم مكة ، لأنهم دخلوها وأقاموا بين جرهم زمانا ، ثم عزموا على الانتقال إلى الشام. فلما

Shafi 159