ليفرقوا بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة بقوله تعالى : ( إن هذه أمتكم أمة واحدة ، وأنا ربكم فاعبدون ) [الأنبياء 21 / 92]. وقوله أيضا : ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة ، وأنا ربكم فاتقون ) [المؤمنون 23 / 52] ، فهل نعي ذلك أو نكفر به؟؟!!
أعاد خير الدين تنظيم الجزائر وتحصينها والجهاد في سبيل الله في البحر ضد الفرنج ، فتصاعدت حملة محاكم التفتيش ضد بقايا مسلمي الأندلس الذين قاموا بثورة فشلت سنة (937 ه 1531 م)، واحتشد الثوار المسلمون على ساحل البحر ، فأسرع خير الدين لإنقاذهم ومعه 36 سفينة ، نقل فيها إلى الجزائر على سبع مرات متتالية سبعين ألفا من المسلمين.
وأعد شارلكان حملة ضخمة ضد الجزائر سنة (941 ه 1535 م)، لم تحقق من هدفها إلا الاستيلاء على تونس وذبح أهلها من المسلمين.
وعاد شارلكان بحملة جديدة ضد الجزائر سنة (947 ه 1541 م) ضمت أفضل نبلاء أوربة ، وبلغت قوتها 24 ألف مقاتل ، و450 سفينة ضخمة ، و65 سفينة حربية ، غير أن الحملة فشلت ومات شارلكان مقهورا ، وعاش بربروس ظافرا ، وبقيت رايات المسلمين خفاقة عالية.
وعينت الدولة العثمانية بربروس وزيرا للحربية فيها. وكان الكتاب الغربيون قد وصفوه في أشعارهم وكتبهم بالقرصان وبكل أوصاف الرعب ، وما هو بالقرصان ، وإنما هو المجاهد في سبيل الله الذى اختار البحر ميدانا لجهاده ، فارتبط الجهاد في البحر باسمه زمنا طويلا (18)، وكانوا هم المعتدين الغادرين دوما وأبدا حتى يومنا هذا ، فهلا من بربروس صنديد ، يعيد لنا من جديد مجدنا وعزتنا ، والتاريخ يعيد نفسه باستمرار!!!
أما في اليمن فكان السلطان سليم قد اعترف بإمارة حسين الكردي على اليمن ، لكن الشكاوى الثقيلة التي قدمت إليه من ظلمه ، وما بدر منه من حركات مشبوهة ، أسفرت عن إعدامه عام (923 ه 1517 م) بأمر من السلطان سليم إلى أمير مكة الشريف بركات ،
Shafi 18