فإذا ما جاء اليوم الذي تصبح فيه المرأة كائنا كاملا عليه واجبات وله حقوق، تذكر الأمة فضل الرجل الذي خدمها بإخلاص.
وكأني بكم تقولون: «ألعلنا ناسون فضل الرجل؟ فإذا كنا غير مقرين بفضله، فما معنى اجتماعنا لتكريمه؟»
أيها السادة، ما تمكنت السنة الماضية من حضور الحفلة التذكارية التي أقامها نادي السيدات للفقيد الكريم، على أنني أرسلت كلمة جاء فيها: إذا أردتم أن تكرموا الرجل فكملوا العمل الذي بدأ به، فحرام أن تموت هذه النهضة بموت أحمد مختار.
والآن أراني أتردد بقول هذه الحقيقة المؤلمة، وهي أن الحفلات التأبينية قليلة الفائدة إذا كانت النهضة لا تزال حيث كانت. إذا رجع كل منكم إلى نفسه، أنتم الذين تكرمون الفقيد وتعرفون قيمة العمل الذي بدأ به، إذا رجع كل منكم إلى نفسه وسألها: ماذا فعلت في البناء الجديد؟ يأخذ جوابا: لا شيء.
أيها السادة، لا شيء! فالنادي لا يزال حيث كان، والمدرسة حيث كانت،
3
والمصنع حيث كان. إن الوقوف في علم الاجتماع يعني التأخر؛ لأن من لا يركض في عصر الطيران هذا يدعى واقفا، ومن يقف يرى جماهير الراكضين تسبقه، ومن يسبق فهو متأخر.
أيها الكرام، لا أقصد هنا أن أطرق موضوع النسائيات الذي لا نبحث فيه لسوء الحظ إلا لنتكلم عن التافهات؛ كموضوع الملابس القصيرة أو الطويلة إلى آخر ما هنالك من الجزئيات التي نلهو بها؛ إذ ليس لنا ما نلهو بسواها.
هل نحن نريد حياة استقلالية كاملة؟ هل نريد هذه الحياة حقيقة أم نريدها بالكلام - كما نريد كل شيء؟
لا حياة كاملة بدون نهضة قومية، ولا نهضة قومية بدون نهضة فكرية. ونهضة فكرية يقوم بها الرجل وحده تدعى نصف نهضة؛ لأن النصف الثاني الذي يتألف منا، نحن النساء، لا يزال لسوء الحظ مقعدا كسيحا.
Shafi da ba'a sani ba