221

في غاية من الاضطهاد والتشريد والقتل والاذى طبق ما اخبر به المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فأنهم خرجوا من ظلم بني امية إلى ظلم بني العباس ولئن كان كان بنوا العباس اعداء لبني امية فأنهم كذلك اعداء الداء للعلويين كارهين ذكر كل ما فيه منقبة وفضل لبني علي عليه السلام حتى ان احد ملوكهم هدم قبر الحسين عليه السلام وزرع الارض فوقه وحكم بعضهم على العلويين ان لا يركبوا خيلا ولا يتخذوا خادما وان من كان بينه وبين احد من العلويين خصومة من سائر الناس قبل قول خصمه فيه ولم يطالب ببينة كما ذكر ذلك المقريزي في الخطط وغيره ومات كثير من اكابرهم في سجون بني العباس كما سبق ذكر شئ منه إلى غير ذلك مما كفتنا التواريخ مؤنة نقله فلا عجب مع هذا إذا اسكت اولئك الائمة عن الحث على الاقتداء بعلي عليه السلام في ذلك وان من الخطأ الواضح ان نجعل المعذور في سكوته عن بيان بوائق معاوية وامثاله اسوة وقدوة لنا في السكوت عنها ونحن غير مغذورين كيف وقد جاء في حديث انس وغيره انه صلى الله عليه وآله وسلم قال: عند ثناء الصحابة على الاموات بالخير والشر وجبت انتم شهداء الله في ارضه فإذا سكت غير المعذور عن ذكر تلك الموبقات منه ومن اعوانه كان كاتما للشهادة المطلوبة منه وإذا اذكر ما يعلمه من موبقاته وجرائره كان شاهد بر وصدق وإذا مدحه واطراه وتأول له التأويلات كان شاهد زور والعياذ بالله تعالى على ان السابقين بينوا ما بينوا من قبائح ذلك الطاغية وسكتوا عن كثير منها ولكنهم حيث سكتوا لم يفعلوا ما فعله من قلدتموهم من اطراء معاوية وتبريره وتسويده والامر بحبه وحب اولئك البغاة المفسدين بل كانوا يشيرون إلى رفضهم وبغضهم والتحذير من توليهم ومحبتهم بما تجده في مطاوي كلامهم من المعاريض والاشارات إذا لم يقدروا على التصريح بشئ من ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان في المعاريض لمندوحة عن الكذب.

--- [ 223 ]

Shafi 222