لهم دليلا لم نطلع عليه فهذا هو السبب الذي قيدهم واطلقني واسكتهم وانطقني وآلافة كل الآفة هو التقليد الاعمى والله اعلم. قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الصارم المسلول قال ابو طالب المشكاتي قيل للامام احمد ان قوما يدعون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان قال اعجب لقوم اسمعوا الحديث وعرفوا الاسناد وصحته يدعونه ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره قال الله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم. وقال بعض العلماء لو اجتمع مجتهدوا الارض كلهم على قول وكان النبي يقتضى خلافه فالحق قول النبي عليه السلام واجماع المجتهدين في مقابله كضرطة بعير في فلاة. وقال السيد الآلوسي في جلاء العينين نقلا عن ابن تيمية قال قد كان بعض الناس يناظر ابن عباس في المتعة فقال له قال ابو بكر قال عمر فقال ابن عباس يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء اقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وتقولون قال ابو بكر قال عمر (انتهى). قلت ولم يقل ابن عباس ان ابا بكر وعمر كانا اعلم مني وافضل ولو لم يكن لهما دليل على قولهما لما قال ثم قال ولو فتح هذا الباب لوجب ان يعرض عن امر الله تعالى وعن امر رسوله صلى الله عليه واله وسلم ويبقى كل امام في اتباعه بمنزلة النبي في امته وهذا تبديل للدين وشبيه بما عاب الله به النصارى في قوله: اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله (انتهى). ووجه المشابهة في هذا ظاهر إذ من المعلوم ان النصارى لم يعبدوا الاحبار ولا الرهبان وانما اتخذوا مجرد اقوالهم حجة يتدينون بها فعابهم الله بذلك الفعل وسماه عبادة. وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين ان فتاوى الصحابة
--- [ 214 ]
Shafi 213