155

إذا رضيت عني كرام عشيرتي * فلا زال غضبانا علي لئامها واما الادلة على وجوب بغض معاوية في الله فكثيرة ايضا قال الله تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم وابناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون. المحادة المغاضبة والمخالفة كما في القاموس وغيره (وقال) الفخر الرازي رحمه الله في تفسيره المعنى انه لا يجتمع الايمان مع وداد اعداء الله تعالى وذلك لان من أحب احدا امتنع ان يحب مع ذلك عدوه وهذا على وجهين احدهما انهما لا يجتمعان في القلب فإذا حصل في القلب وداد اعداء الله لم يحصل فيه الايمان فيكون صاحبه منافقا والثاني انهما يجتمعان ولكنها معصية وكبيرة وعلى هذا الوجه لا يكون صاحب هذا الوداد كافرا بسبب هذا الوداد بل كان عاصيا في الله انتهى ثم قال: فيه ايضا وبالجملة فالآية زاجرة عن التودد إلى الكفار والفساق ورد عن النبي صلى الله عليه وآله انه كان يقول اللهم لا تجعل لفاجر ولا فاسق عندي نعمة فاني وجدت فيما اوحيت لاتجد قوما يؤمنون بالله (الآية انتهى). قلت كما دلت الآية بمنطوقها على ان موادة من حاد الله ورسوله من الكفار والفساق مخطورة فكذلك تدل بمفهومها على ان بغض من حاد الله ورسوله مأمور به مطلوب. وقد أخرج أبو داود الطيالسي عن البراء ابن عازب رضى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله اتدرون اي عرى الايمان اوثق قلنا الصلاة قال: الصلاة حسنة وليست بذلك قلنا الصيام فقال مثل ذلك حتى ذكرنا الجهاد فقال مثل ذلك قلنا اخبرنا يارسول الله قال: اوثق عرى الايمان الحب في الله

--- [ 157 ]

Shafi 156