Daga Canja zuwa Halitta (Kashi na Biyu: Juyawar)
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
Nau'ikan
والغرض من الطبيعيات تحويل الطبيعة الميتة إلى الطبيعة الحية، والمادة إلى الخلق، والشيء إلى الدولة، والآية الطبيعية إلى الآية القرآنية، والسماء والعالم إلى أطباق السموات وتركيب الأفلاك والعرش والكرسي، وحركات الأفلاك إلى الروح القدس، والكون والفساد وقوي النفوس الفلكية إلى الملائكة الموكلة بها واللوح المحفوظ، وميزان القسط والكتاب وخليفة الله. وتظهر في بعض رسائل الفلك المصطلحات الدينية مثل كسوف الشمس وخسوف القمر؛ فالقرآن لغة للتحليل العلمي.
24
وفي الطبيعيات يتم تحويل علم الفلك إلى كائن حي، ويتحول من العلم إلى الربوبية يتم مناجاتها والتغزل فيها لأن الفلك من صنع الباري في غاية الاتقان والصنع والحكمة لذلك كان الفلك كري الشكل لأنه أكمل الأشكال وبعيد عن الآفات. سريع الحركة، مركزه في وسطه، وأقطاره متساوية ويحيط به سطح واحد، ولا يماس غيره إلا على نقطة. تشخيص الأفلاك منظور موروث. ويتم عرض ربوبية المثلثات والوجوه والحدود والنوبهرات والاثني عشريات ومواضع السهام، وأن المواكب السيارة كالأرواح والبروج لها كالأجساد، والعالم إنسان كبير ذو نفس وروح، حي عالم طائع لباريه وخالقه. وجد العالم عن الباري، وحكمته متقنة فيه. في البعض حكمته ظاهرة، وفي البعض الآخر خفية. وأحيانا يتم الاعتراض على التصورات مثل أثر الكواكب على أحوال الناس دفاعا عن الحرية وتكافؤ الفرص ورفضا للقضاء والقدر ووجود كل إنسان في دور وخلق العالم كلمح البصر.
25
ويتم التعبير عن الإلهيات بألفاظ الموروث مثل: الباري المبدع الأول، سبب الكائنات والكليات والجزئيات، ذو الجلال والإكرام، كل شيء صادر عنه، علة العلل، مبدأ المبادئ وبألفاظ الوافد مثل العقل والعقل الفعال. والإلهيات أيضا تبدأ بالنفس، والانتقال من المحسوسات إلى المعقولات، ومن الجسمانيات إلى الروحانيات، وتشويق النفوس إلى الصعود إلى عالم الأفلاك ومنازل الروحانيين والملائكة المقربين. وآخر مرتبة الإنسانية متصلة بأول مرتبة الملائكة، وهم سكان الهواء والأفلاك، وأن نفوس بعض الحيوانات ساجدة لنفوس الإنسان، خليفة الله في الأرض. ونفوس بعض الحيوانات شياطين عصاة مغلغلة في جهنم. إن كان الإنسان خيرا عاقلا فهو ملك كريم. وإن كان شريرا فهو شيطان رجيم. النفس تقود إلى المعاد. جسد الإنسان مختصر من العالم المدون في اللوح المحفوظ. وهو الصراط بين الجنة والنار، وهو ميزان القسط، وهو ميزان القسط، وهو الكتاب. والصنعة التي أبدعها الله ونفس الإنسان خليفة الله في الأرض حاكما بين الخلق في العالم السفلي ثم في العالم العلوي، وأن الإنسان إذا عرف النفس عرف الرب ووصل إليه.
26
ورسائل الأخلاق تبين اختلافها وعللها اعتمادا على أخلاق الأنبياء وسير الحكماء. وتصعب التفرقة بين النفس والأخلاق والسياسة. فالنفس الإشراقية بداية الأخلاق، والأخلاق النفسية منطلق السياسة. ويبدو الانتقال في التحول من استعمال لفظ النفس إلى لفظ الإنسان. الإنسان عالم صغير مماثل للعالم الكبير، والنبوة جامع بين الاثنين، ويصل إلى رتبة الملائكة ومنازل الروحانيين ومعرفة الله والوقوف بين يديه، ويعرف ماهية الموت والحياة وحقيقة المعاد واللذات والآلام الجسمانية والروحانية؛ فالجسماني دلالة على الروحاني. وأهل النعيم مع الملائكة المقربين، وأهل العذاب مع الجن والشياطين. فما انتقل من الخارج إلى الداخل هو فقط المنطق والطبيعيات. أما النفسانيات والشرعيات فإبداع، اثنان نقل واثنان إبداع.
27
وتظهر الأخلاق في الديانات الشرعية الناموسية والفلسفية. وقد وضعت كالعقاقير والأدوية والأشربة لمرضى النفوس بعد إغراقهم عن طريق النجاة واستيلاء العصبية والحمية على أفئدتهم. لذلك تصف هذه الرسائل الطريق إلى الله، وتنبه النفوس على المعاد وأحواله وعرض مذاهب الربانيين وماهية المؤمنين وخصال المحقين. وفي الأخلاق والاجتماع والسياسة تكاد تغيب ألفاظ الوافد وتسود ألفاظ الموروث وحدها بطابعها الأشعري الصوفي في الهداية والضلال والتوفيق والخذلان. وتقتضي الحكمة وضع النيرين (الشمس والقمر) حتى تزول ريبة الإلهين من قلوب الشكاك.
28
Shafi da ba'a sani ba