169

Napoleon a Misra

نابوليون بونابارت في مصر

Nau'ikan

لا نزاع في أن كل هاتيك الأفكار المقلقة كانت تجول في رأس نابوليون فتتعاقب فيها الآمال بالآلام، وتمتزج الأوهام بالأحلام، فكان لا شك يبتسم تبسمة صفراء لأولئك اللاعبين الصاخبين، ويقول لهم: «العبوا العبوا يا عبيد الأوهام، وآلات الحكام»! ولو أجابه واحد من أولئك البهاليل الرقصين اللاعبين، لقال له على لسان الفلسفة الشرقية: «نحن أحسن منك حالا، وأنعم منك بالا، وأفضل في النتيجة مآلا! ما لنا ولأمواج سانت هيلانة، تدوي في آذاننا، وتذيب من أرواحنا، وتفتت في أكبادنا، بعد الهيل والهيلمان، والتاج والصولجان ؟؟ ومن لم يقامر بالدنيا أبدا، كان كمن قامر بها، فكسبها في يوم، وخسرها في آخر!! وملك كسرى تغني عنه كسرة»!

يقول هذا ويرقص!

يقول «بوريين» في مذكراته: إن نابوليون ما كاد يستقر في القاهرة حتى أصدر منشورا من تلك المنشورات التي سداها الكذب ولحمتها التلفيق ولا ينخدع بها إلا ذوو البلاهة والجنون، وعن هذا المنشور أو البلاغ يقول الشيخ الجبرتي: «إنهم في تاسع عشر من الشهر «محرم» كتبوا أوراقا وطبعوها وألصقوها بالأسواق، وهي من ترصيف وتنميق أحد الفصحاء.» فإذا لاحظنا أن نابوليون دخل القاهرة في 10 من الشهر رأينا أنهم قضوا نحو أسبوع في تعريب وترصيف وطبع ذلك البلاغ الذي يدل إنشاؤه على قلم مصري، ولعله من ترصيف وتنسيق الشيخ المهدي الذي يقول عنه المؤرخون في كتاب الحملة: إنه كان ينظم منشورات القائد العام شعرا، مما يدل على أن نابوليون أو من معه من المستشرقين ينزلون النثر المسجع منزلة الشعر الموزون المقفى، والمنشور المشار إليه مكتوب على لسان أعضاء الديوان.

وقد كنا عزمنا على الاكتفاء من هذا المنشور المطول بشذرات تدل على أسلوبه وتركيبه، ولكن عثرنا في الوقت الأخير على صورة مأخوذة بالفوتوغرافية من أصل لذلك المنشور، فرأينا إتماما للفائدة أن ننقل تلك الصورة، وأن نأتي على نص المنشور نقلا عنها ليسهل على القارئ مطالعته، ومقارنته بنصه في الجبرتي:

الجمهور الفرنساوي

من محفل الديوان الخصوصي بمحروسة مصر

خطابا لأقاليم مصر الشرقية والغربية والمنوفية والقليوبية والجيزة والبحيرة

النصيحة من الإيمان

قال الله تعالى في محكم القرآن:

ولا تتبعوا خطوات الشيطان ، وقال تعالى:

Shafi da ba'a sani ba