Dummartin
ببطارية من المدافع فوضعها على مرتفع واقع بين القبة والقلعة، وذلك المرتفع يتسلط بمسافة نحو خمسمائة قدم على حي الجامع الأزهر.» وفي هذا يقول الجبرتي: «وأما الإفرنج فإنهم أصبحوا مستعدين، وعلى تلال البرقية والقلعة واقفين، ولأمر كبيرهم منتظرين.»
والحق يقال إن نابوليون لم يرد أن يأمر بإطلاق القنابل على المدينة لما في ذلك من تخريب الدور وإزهاق الأنفس قبل أن يبعث للقوم برسل السلام، وكلمات النصح والتحذير.
قال الجبرتي: «وكان كبير الفرنسيس أرسل إلى المشايخ مراسلة فلم يجيبوه عنها ومل من المطاولة.» وكانت الطلقات النارية ومن البنادق تتجارب في كل مكان وحي، بين الأهالي من جانب، والنصارى المختفين في دورهم، وبعض الفرنسيين والأجانب الذي استوطنوا في بعض أحياء القاهرة، من آخر قال «ميو» في مذكراته: «وكان كشير من الفرنساويين الذين أنشئوا المطاعم والقهاوى متشتتين في أطراف المدينة فأولئك فتك بهم الثائرون ونهبوا دورهم، وكذلك حاصر القوم دار العلماء، فاضطر هؤلاء أن يدفعوا عن أنفسهم.» وذهب جماعة من الثائرين إلى الدار التي يسكنها الجنرال «كفريللي» المهندس الكبير وهي دار مصطفى كاشف بالدرب الأحمر ونهبوا أدواته وكسروها، وقتلوا بعض الفرنساويين ومن بينهم اثنان من المهندسين وهما «تيفنو» و«درفال »
Duval
و
Trevenon
فاضطر الباقون إلى الفرار للقلعة، وجاءوا بالمدد من جهة المحجر، وأحاطوا بمن في الدار من المسلمين، وقتلوهم عن آخرهم، وكان منهم أحد المشايخ المسمى الشيخ محمد الزهار، ولكن بعد أن كسر الثائرون أكثر الآلات الهندسية والنظارات الفلكية مما يعز وجوده بعد ذلك خصوصا في ذلك الزمان والمكان، وممن قتلهم الثائرون من العلماء والفضلاء مسيو «تستفويد»
Testiviude
وهو شيخ يبلغ من العمر فوق الستين، وكان في ذلك الوقت يشتغل برسم خريطة للقطر المصري، وقتل أيضا دوبريه الرسام
Shafi da ba'a sani ba