360

============================================================

لأن المعنى الذى ذهبتم إليه، فسيتموه خلقا لله، عز وجل عا قلتم، إنه حركات العباد، التى يتحركون بها بالقوة التى فيهم، والله، عز وجل، وإنما خلق الاستطاعة، وهى القوة المركبة فى بنى آدم ، وهم فيها مخيرون، إن شاءوا تحركوا بها، وإن شاعوا لم يتحركوا، فالاستطاعة من الله، عز وجل، موهوبة منة ونعمة، والحركات ليست من الله، عز وجل ، وإنما هى فعلهم هم ، لا فعل الله، عزوجل، وشاهد ذلك القوى الواضح من كتاب الله ، عز وجل، قوله : قل للمومنين يغضوا من أبصارهم ويحفقوا فروجهم ذلك آزكن لهم إن الله خبير بما يعنعون (ج) (1)، فلو كان الله، عز وجل، وهو خالق لنظرهم الى المحارم، والخالق لحركاتهم فى الفروج، الشى يتحرك بها الأدميون، لم يجز فى الحكمة ولا فى العدل، أن يقول للمؤمنين بغضوا أبصارهم، ونظوا فروجهم 001 وامانهاهم عزوجل، عن امرهو إليهم ما يكون له ، إن شاعوا فعلوه، وإن شاعوا لم يفملوا.

وقوله، عز وجل: ما أيها الدين آمنرا لا ترتعوا أصرايكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وآنتم لا تشعرون(1)، ولو كان الله، عز 116 و) وجل، خلق حركاتهم بالأصوات لم ينههم عن خلقه، وانما نهاهم.

عزوجل، عما يعلم انهم يقدرون على تركه، والله، عزوجل، فلم يخلق حركات العباد، وهى الزنا الذى تحركوا له، والقتل الذى تحركوا له. والشرك الذى تحركوا له، حركوا فبه السنتهم وأيديهم، وقالوه بأفواههم واهوائهم، كذلك جيع الظلم والفواحش التى حركوا فيها جوارجهم وحواسهم، وقد حظر الله، عز وجل، عليهم ان يستعملوا تلك الحركات إلا فى الطاعات، والكف عن المحرمات .

نى (4) من عصى، فوجبت له النار، وأطاع من أطاع، فوجبت له الجنة، ليس جبرا ولا إكراها ولا خلق فعل: والله، عز وجل، لم يخلق شيعا من جميع افعالهم، ولو خلقها، لكان شريكا (1) سورة النور: الآية 40.

(2) ورة الحجرات :الآية (4) فى الأصل : عصا

Shafi 360