============================================================
نعم، لو أسلم ابو طالب، لوفى له رسول الله، صلى الله عليه، بذلك الضمان لا شك فيه ولامرية: قلنا لكم : فنراكم الآن قد أوجبتم ، ولزمكم أن على الله، عز جل ، لايحول بين أحد من الناس كلهم، وبين طاعة الله، بعد ما أنزل الآية، لم يييس رسول الله، صلى الله عليه، من توبته ورجمته لعلمه أنه مخير قادر على التوبة، غير مجبور على الكفر، ولا مقور ولامخلوق فعله، ولا مقضى عليه ظلمه، ولا مقدر عمله، ولا مراد كفره، ولا العلم مانع له على الرجوع إلى الحق.
فلما كان الأمر على ما قلنا ، بواضح الحجة والصدق، الذى لا كذب فيه، طلب الله (من) (1) رسول الله، صلى الله عليه، ان ينطق بتوحيد الله، وأن يعتقده فى قلبه، ويقر أنه رسول، صلى الله عليه، ويضمن له على الله، عز وجل، الجنة، فكره ذلك واخذته الحمية ولو فعله، فقاله بلسانه، واعنقده فى قليه، لم يمض الله، عز وجل، عليه حكم الآية، لأنه قد فتح باب التوبة، وجعل إليه السبيل وسهل إليه الطريق، ومكن فيه الاستطاعة، ولم يحل بين أحد وبين الطاعة بعلم، ولا غيره من جيع الأشياء، فهذه من اكبر الحجج عليك، وافظعها لمقالتك، وفريتك على الله، جل ثناؤه.
فافهم ما سالتتا عنه من قول الله، عز وجل،: { وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمىن على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكبون (00)(1)، ألا ترى إلى قوله : بما كانوا يكسيون (1}، او لا ترى إلى قول صالح، صلي الله عليه ،: ( وبا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تاكل في أرض الله ولا تموها بسوء فياخذ كم عذاب قفريب (}(2)، فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم (1)، ويحك فهل تجد الله ، عز وجل، اخبرك أنه شرك فى أفعالهم فى شيء من جميع ما افتريته عليه4! .. وفى هذا الكفاية.
2) سورة هود : الأمة 74.
()) سورة الاعراف: الآية 77، ولان الفصة تكررت فى اماكن محتلفة، خلط المؤلف بينها خلطا شدهدا، فخرجناها طى
Shafi 239